Google http://yoursite.com; AWFID:0ed5b59d9c9a0ed3;">

الخميس، 31 يوليو 2008

محمد السادس يواصل تمرده " الصامت "

ملك الفقراء، ملك الشباب، الملك النشيط، الملك الكتوم، الملك الإنسان، ملك العهد الجديد...كلها صفات أطلقت على محمد السادس عقب توليه الحكم بعد وفاة والده الذي حكم المغرب بقبضة من حديد.
محمد السادس فاجأ المنظرين والباحثين بأن قلب توقعاتهم بشأن ضعف خبرته في الحكم، وإدارة الأمور السياسية، حيث لم يكن والده الحسن الثاني يشركه في هذا الأمر وكان يقرب إليه أشخاصا آخرين من قبيل إدريس البصري خادمه المطيع.
فاجأ محمد السادس هؤلاء وبدأ يتبين مع مرور الوقت أن الملك الشاب ورغم اتصافه بالخجل والتواضع فالأمر لا يسلم من غضبات يطيح فيها حتى أقرب المقربين منه، و لا من ملاحظات تخرجه عن صمته.
عندما صعد محمد السادس إلى الحكم، بشر بأن المغرب دخل عهدا جديدا وأن إلى جانب صفته كملك وكأمير للمؤمنين فهو حامي الحريات.

حماية الحريات هذه تمثلت في جو من التعبير الحر الذي لم يعهده المغرب من قبل، والذي لم يكن يجرؤ على الحديث عن وزير فما بالك بالملك والعائلة الملكية. فتنافست الصحف المستقلة في الكشف عن خبايا العهد القديم والحديث عن المعتقلات السرية، وإجراء مقابلات مع معتقلين سياسيين من بينهم من شارك في الإطاحة بالحسن الثاني فكان أن بقي عشرين سنة في معتقل وصف بالجهنمي مثل معتقل تزمامارت.
ولم تكن الصحف وحدها من نقل هذه الأحداث التي كانت حبيسة الكتمان في الماضي، بل حتى السينما المغربية أنتجت أفلاما تتحدث عن هذه الحقبة وعن السنوات التي توصف بسنوات الجمر أو سنوات الرصاص، وخرجت إلى الساحة الثقافية المغربية كتب لمعتقلين سياسيين يتحدثون عن أشكال التعذيب التي تلقوها في معتقلات البصري وإخوانه.
ولم تكن فقط أشكال التعذيب والاعتقال ما امتلأت به الجرائد في بداية حكم الملك الشاب، بل حتى صوره الخاصة وهو يمارس هواياته خاصة المفضلة منها مثل ركوب البحر، أو صوره مع عائلته، بدأت غزو ساحة البيع بعد أن كانت الصور الرسمية للملك الراحل ما يمكن تداولها.
أشياء تبدو حاليا بسيطة لكنها في بدايتها كانت ثورة بيضاء في عالم المغاربة الذي كانت تفصل بينه وبين حاكمهم أسوار القصور العالية. ليأتي زواج الملك العلني ثورة أخرى تمرد بها على عالم البروتوكولات والتقاليد التي حرمت المغاربة من رؤية زوجات ملوكهم، لكن الملك محمد السادس أبى إلا أن يقوم بخطوة أحدثت جدالا وقتها وباتت الآن في حكم العادة، ولم يكتف فقط بالإعلان عن زواجه واتباعه تقاليد زواج أي شاب مغربي من الإعلان عن الخطبة وبعدها عقد القران، بل نقل مراسيم وطقوس عرسه مباشرة على القنوات التلفزية، مظهرا كل عائلته الملكية تتحلق حوله وحول زوجته ابنة الشعب كما يطلق عليها والتي لم يخترها من بين الأميرات بل اختارها من بين أفراد شعبه ليلق عليها لقب أميرة وتتربع ملكة على قلبه.
حتى الحياة العائلية للملك اختار أن تكون على غير الحياة التي عاشها، فهو يقيم مع زوجته وابنه ولي العهد وابنته الأميرة، في إقامة ملكية بحي يضم أفراد عائلته الملكية مفضلا الإبقاء على جو العائلة وعدم التحصن بأسوار القصور كما جرت العادة.
وخارج الإطار الشخصي والعائلي للملك محمد السادس، بقي طابع التمرد الصمت لصيقا بسياساته، حيث لم يكن يتورع عن قيادة سيارته بمفرده والتجول في شوارع المدن المغربية بعيدا عن أنظار حراسه، وأصبح نموذجا لاحترام إشارة المرور التي كان يتم تجاوزها من قبل والده وحتى المسؤولين في العهد القديم، بل اختار أيضا مواصلة ممارسة هواياته في شواطئ المدن الساحلية غير بعيد عن أنظار الشعب.
محمد السادس وفي ظل تسع سنوات من الحكم، قام بإنجازات حسبت له من أبرزها أنه وبعيد توليه الحكم دعا الرموز السياسية الني تم نفيها قصرا أو اختارت المنفى إلى العودة إلى المغرب ومن بينهم اليهودي ابراهام السرفاتي الذي نادى بالجمهورية المغربية وباستقلال الصحراء، والفقيه البصري الذي اتهم بمحاولة قتل الملك الراحل وحكم عليه غيابيا بالإعدام، وأبناء المهدي بنبركة أستاذ الحسن الثاني والاشتراكي الذي نادى بالإطاحة بالحكم الملكي، وأبناء أفقير المتهم بقتل بنبركة وبالإشراف على محاولتين انقلابيتين ضد الحسن الثاني.
إضافة إلى العائدين تم رفع الإقامة الجبرية عن زعيم جماعة العدل والإحسان المناهضة للنظام الملكي والمنادية بقيام الخلافة الإسلامية.
وقد توج الملك محمد السادس هذه السياسة بعزل خادم والده إدريس البصري عن منصبه الذي بقي فيه 25 سنة وتتم محاكمة ذيول البصري من أصهاره وأتباعه.

ليست هناك تعليقات: