Google http://yoursite.com; AWFID:0ed5b59d9c9a0ed3;">

الأحد، 6 يوليو 2008

التهدئة بغزة: هزيمة لإسرائيل

تمثل التهدئة الموقعة يوم 18 يونيو بين حكومة إسرائيل وحركة حماس نصرا مزدوجا للحزب الإسلامي الفلسطيني. فهي أولا زعزعت تصلب إسرائيل بعدم مفاوضة حماس: لم يكن لايهود اولمرت من خيار غير التفاوض، بطريقة غير مباشرة، مع منظمة لم يكن أبدا، على حد قوله، ليحاورها. وثانيا اضطرت إسرائيل إلى وقف عدوانها على غزة وسكانها.

حصار لحكومة منتخبة على نحو ديمقراطي

بعكس ما تقول أغلبية وسائل الإعلام، لم تبدأ دورة العنف الأخيرة مع قصف مدينة سديروت بصواريخ " القسام" الفلسطينية، بل مع قرار إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية بتطويق غزة وفرض حصار دولي على ما يزيد من 1.5 مليون شخص وإلقاء مئات أطنان القنابل والقذائف على بقعة الأرض الصغيرة هذه الآهلة بالناس، وهذا كله بقصد إرغام سكان غزة على التخلص من حكومة انتخبت مع ذلك بكل ديمقراطية.

حكومات استعمارية عاجزة

كما قد يدرك أي شخص غير مصاب بفيروس الغطرسة الاستعمارية، لا يؤدي عنف عسكر إسرائيل سوى إلى تعزيز شعبية حكومة حماس. كان منتظرا من اولمرت وجنرالاته ان يستخلصوا بعض الدروس من الفشل الدريع بلبنان في العام 2006 حيث التفت أغلبية شعب لبنان، ردا على قصف بيروت وصور وبنت جبيل، حول حزب الله، وشمل ذلك حتى نساء عديدات ورجال عديدين غير متفقين مع تلك المنظمة. ان الكبرياء والكرامة عوامل لها وزن خاص في اللعبة السياسية، لكن التاريخ أبان مرارا ان الحكومات الاستعمارية عاجزة عن أخذهما بعين الاعتبار.
ان فشل الإستراتيجية المتمثلة في فرض تغييرات بالعنف العسكري لا يمثل هزيمة لإسرائيل وحسب، بل حتى فشلا لإستراتيجية المحافظين الجدد بالولايات المتحدة الأمريكية المسماة "الحرب الاستباقية اللانهائية ضد الإرهاب" . لقد أخفقت الإستراتيجية الأمريكية من أفغانستان إلى لبنان ، ومن العراق إلى فلسطين، كما أكد ذلك تقرير بيكر- هاملتون. و باتت غالبية الطبقة الحاكمة الأمريكية تتضرع ألا يحاول بوش، قبل مغادرته النهائية للساحة السياسية بعد أشهر قليلة، " ضربة" أخيرة بلا جدوى للنجاح حيث فشل على نحو مثير للشفقة في السنوات العشر الأخيرة. فشل أودى بحياة مئات آلاف المدنيين الأبرياء، لا سيما بالشرق الأوسط.
اضطرت إسرائيل في العام 2006 إلى الانسحاب من لبنان، مخلفة وراءها حكومة موالية للولايات المتحدة الأمريكية اشد ضعفا من قبل. واليوم ، في 2008، تضطر إسرائيل إلى توقيع هدنة مع حركة حماس، وهذا يعزز سلطة حركة حماس وشعبيتها بالضفة الغربية وبغزة. كان بنيامين ناتانياهو مصيبا عندما أكد على فشل إستراتيجية بوش- اولمرت. لكنه بديله لعلاج فشل القصف والحصار الشديد لغزة يقضي باستعمال عنف اشد ضراوة ، وتكثيف الحصار وممارسة ضغوط دولية أقوى ضد السكان الفلسطينيين.
هل ما فشل بالعنف سينجح بمزيد عنف؟ هذا بعيد الاحتمال… إن الكبرياء والكرامة أقوى أحيانا من القوة العسكرية.
ميخائيل فارشافسكي
المصدر
http://www.alternativenews.org/blogs/michael-warschawski/the-truce-in-gaza-an-israeli-defeat-20080619.html
نقله إلى الفرنسية Ataulfo Riera pour
تعريب: جريدة المناضل-ة
عن موقع
www.lcr-lagauche.be -->

ليست هناك تعليقات: