Google http://yoursite.com; AWFID:0ed5b59d9c9a0ed3;">

السبت، 31 مايو 2008

عابر سبيل






كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل

طنجة









مدينة طنجة قبل ان يزحف عليها الجراد

طنجة مدينة ألهمت الأساطير القديمة وسحرت المبدعين عبر التاريخ. بعض الروايات الشعبية تفسر اسم المدينة بناء على حكاية مفادها أن سيدنا نوح (ع) بعد نجاته من الطوفان تاهت سفينته إلى أن وصلت إلى مشارف البوغاز حيث جاءت حمامة وحطت فوق إحدى أشرعة السفينة وبمخالبها شيء من الطين فصاح البعض "الطين ...جا" أي اليابسة جاءت بمعنى أنها قريبة، ومن ثمة "طنجة". غير أنه من المرجح أكثر أن يكون اسم المدينة مستمدا من الأمازيغية والتي يوجد بها لفظ "طنج" والذي يعني المرجى.واليونانيون هم الذين حكوا أروع الأساطير عن مدينة البوغاز. فحكاياتهم تفسر نشأة مضيق جبل طارق بالمعركة الطاحنة التي دارت بين العملاقين الخارقين "هرقل" و"أنطي"، حيث من جراء ضربة بالسيف من طرف "هرقل" تمّ شق المضيق. وكان "أنطي" قد أطلق اسم زوجته"طينغة" على المنطقة. وبعد ذلك، أنشأ ابن "زوس" أعمدة على طرفي المضيق ستحمل اسم "هرقل" وتعد حدا للعالم طيلة قرون عديدة. وذكرت طنجة ومنطقتها أيضا كمجال لأعمال "أوليس" بطل رواية "هوميروس" الشهيرة "اوديسيا".لذا، فمنذ تأسيسها في القرن الرابع قبل الميلاد تحت اسم "طنجس" ومدينة البوغاز محط أطماع العديد من الدول: القرطاجنيين والرومان والفينيقيين والوندال والبرتغاليين والأسبان والإنجليز.ومن أبرز محطات تاريخ طنجة العربي: في سنة 705 ميلادية دخلها موسى بن نصير وفي سنة 711 انطلق طارق بن زياد من احد شواطئها نحو"الجزيرة الخضراء" لفتح الأندلس وقال لقواته بعد أن أحرق قواربها قولته الشهيرة: "البحر من ورائكم والعدو أمامكم وليس لكم والله إلا الصبر....". استقر بها في القرن الثاني عشر ابن طفيل، من أكبر الفلاسفة والعلماء العرب، صاحب رواية "حي بن يقضان". وولد بها الرحالة الشهير ابن بطوطة في بداية القرن 14 ومنها انطلق لاكتشاف عدة بقاع من العالم خاصة آسيا وإفريقيا والتي دونها في مؤلفه الذائع الصيت "الرحلة".وخلال هذا القرن (14 م) كانت طنجة تعد من أهم موانئ غرب البحر الأبيض المتوسط، إلى جانب مرسيليا، برشلونة، جنوة، والبندقية. وبعد سقوطها تحت النفوذ البرتغالي من القرن الخامس عشر إلى القرن السابع عشر، انتقلت المدينة إلى النفوذ البريطاني سنة 1661 كـ"مهر" للملك "ستوارت الثاني" إلى سنة 1684 حيث استرجعها السلطان العلوي المولى إسماعيل بعد حصار طويل. وإلى هذه الفترة تعود بداية انتشار استهلاك الشاي الأخضر بالمغرب.العصر الذهبيوموقعها القريب من أوروبا والبعيد نسبيا عن العاصمتين التاريخيتين للمغرب، فاس ومراكش، أهلها في أواخر القرن الثامن عشر لاحتضان السفارات والمصالح الأجنبية المرتبطة بها، فكانت بذلك بمثابة عاصمة ديبلوماسية للمغرب، مما ساهم في تألق نجم مدينة البوغاز، إذ توافد عليها زوار وسياح من عدة دول، أهمها بريطانيا وفرنسا وأسبانيا والولايات المتحدة والبرتغال وإيطاليا. وأقام بها في منتصف القرن التاسع عشر الجنرال الإيطالي "غاريبالدي" وحرر بها مذكراته. وقد زارها القيصر الألماني "غيوم الثاني" سنة 1905 للتعبير عن أطماع بلده تجاه المغرب. وفي الحقبة الاستعمارية حظيت المدينة بحكم مكانتها وموقعها بوضع خاص، فهي لم تخضع لا للأسبان الذين سيطروا على شمال المغرب ولا للفرنسيين الذين امتد نفوذهم على معظم التراب المغربي، بل تمتعت بنظام "المدينة دولية" بين 1923 و 1956، وهو نظام فريد في التاريخ الدولي تمثل في اكتسابها لحرية اقتصادية تامة وحياد سياسي وعسكري. وخلال هذه الفترة عاشت المدينة عصرها الذهبي، بحيث كانت المدينة محور نشاط سياحي وتجاري وثقافي وسياسي منقطع النظير. أول الجرائد التي عرفها المغرب صدرت من طنجة، مثل "لا ديبيش ماروكان" (أقدم جريدة بالمغرب) و"صوت المغرب". كما تطورت فيها محطات إذاعية محلية وأجنبية متعددة: الإذاعة الدولية (بالعربية والفرنسية)، وراديو طنجة (بالأسبانية) وصوت أمريكا (بالأنجليزية) وغيرها.وعبرها كانت الحركة الوطنية المغربية تبلغ مواقفها للرأي العام العالمي وعلى أرضها وقع في سنة 1947 اللقاء التاريخي بين ممثلي حركات التحرر المغاربية، "حزب الاستقلال" المغربي و"جبهة التحرير الوطني" الجزائرية و"الحزب الدستوري" التونسي. ومنها أعلن الراحل محمد الخامس في خطابه التاريخي يوم 9 أبريل/نيسان 1947 لأول مرة عن حق الشعب المغربي في الاستقلال والوحدة. وفي المجال الفني، سحرت المدينة بجمالها العديد من الفنانين العالميين الذين استقروا بها أمثال "دولاكروى" و"سان-ساينس" و"بيير لوتي" و"ماتيس" و"فان دونغن" و"تينيسي ويليامس" و"بول موران" و"جان جيني" و"جوزيف كيسيل" و"وليام بوروز" و"بول بولز"، مماكان له أيضا دور في التعريف بها وبالمغرب على الساحة الفنية الدولية. وأعطت للمغرب مفكرين ومبدعين ذوي شهرة عالمية، مثل المفكر عبد الله كنون والموسيقار محمد بن العربي التمسماني وعدد من الروائيين والرسامين.وتحيي المدينة سنويا ،منذ سنة 2000 ، مهرجان موسيقى الجاز "طنجاز" الذي يشتمل على عروض لمدة أسبوع لفنانين قادمين من مختلف القارات. كما أنها تستضيف مهرجان الفيلم القصير المتوسطي إلى جانب تظاهرات فنية وثقافية متعددة.أهم المعالم السياحيةتعرض مدينة البوغاز على السائح مشهدين متفردين هما "رأس مالاباطا" شرقا بالساحل المتوسطي، حيث يمكن التمتع بمنظر رائع لطلوع الشمس، و"رأس سبارطيل" المطل على المحيط الأطلسي، الذي يقدم مشهدا خلابا لغروب الشمس. وتتوفر طنجة أيضا على عشرات الكيلومترات من الشواطئ الرائعة ذات الرمال الذهبية والمياه الهادئة سواء على الساحل المتوسطي أو الساحل الأطلسي. وعلى مقربة من"رأس سبارطيل"، حيث تمتزج مياه المتوسط والأطلسي، توجد "مغارات هرقل" حيث أقام العملاق "هرقل" واستراح بعد إنجازه للأعمال الخارقة الشهيرة حسب الأساطير اليونانية والتي إلى جانب دلالاتها التاريخية تتمتع بجمالية خاصة تجعلها قبلة للسياح المغاربة والأجانب على حد سواء.وفي الطريق المؤدية إلى "راس سبارطيل" توجد "الغابة الدبلوماسية" الممتدة على عشرات الكيلومترات التي تفتح ذراعيها الخضراوين بشجر البلوط والصنوبر والأرز لعشاق النزهة والفسحة والرياضة. وهناك في قلب المدينة القديمة "القصبة" المحاطة بسواري رخامية بديعة، حيث يوجد متحف (قصر السلطان سابقا) يحتوي على نوادر من التراث المغربي: خشب مزخرف، زرابي، أسلحة، ملابس وغيرها. وكذا عدة مساجد، أهمها "الجامع الكبير" وجامع سيدي بوعبيد ذي الصومعة البديعة بزخرفتها المتميزة والتي تطل على "السوق الكبير" حيث تباع مختلف المواد والمنتجات المحلية والمستوردة.وتمتاز مدينة البوغاز أيضا باحتضانها لحدائق "المندوبية" ذات الأشجار العريقة التي تمتد جدورها إلى ثمانية قرون ولمتحف متميز ألا وهو "متحف فوربس" الذي يحوي 115000 من تماثيل الجنود الذين يشخصون أشهر المعارك التاريخية: معركة الملوك الثلاث، معركة "واترلو"، أو معركة "السوم". ومن أهم مشاريع السياحة البيئية بالمنطقة المشروع الذي يحمل اسم «دوفين ريزورت رأس الفلوكة» الذي تقوم مؤسسة «فيرم» السويسرية المتخصصة في أبحاث الثدييات البحرية بإنشائه والمتمثل في محمية للدلافين ومرصد للحيتان الضخمة العابرة لمضيق جبل طارق. ويهدف المشروع إلى إنشاء محمية طبيعية داخل المجال البحري معدة لاستقبال مجموعة من الدلافين التي تعيش حاليا في حالة أسر داخل أحواض مغلقة، من أجل مساعدتها على التأقلم مع الحياة البحرية الطبيعية قبل إطلاقها في البحر.وإذ استعادت طنجة وضعيتها كمجال للتبادل الحر منذ 1991، فإن مشروع ربطها بأسبانيا عبر قنطرة أو نفق من جهة، وبالخصوص بداية إنجاز مركب ميناء طنجة المتوسطي من جهة ثانية(ربما تأخير عبارة بالخصوص إلى ما قبل من جهة ثانية يجعل الجملة أوضح)، فإنهما يفتحان آفاقا رحبة أمام مدينة البوغاز لكي تتبوأ دورا بارزا على مستوى النشاط الاقتصادي والسياحي غرب المتوسط. هذا المركب الضخم يتألف من ميناء سيصبح ثاني ميناء بالمملكة (بعد الدار البيضاء) ومنطقة حرة صناعية وتجارية ومنطقة سياحية شاسعة، فعروس شمال المغرب تمتلك حقا شتى المغريات والمؤهلات لجذب مختلف أصناف السياح عبرالعالم

المزيد عن مدينة طنجة

http://www.yabeyrouth.com/pages/index902l.htm

الصلاة الصلاة

هل فكرت يوماً.. قبل أن تؤديها .......> أن تؤدي الصلاة هل فكرت يوماً...> وأنت تسمع الأذان .....> بأن جبار السموات والأرض يدعوك للقائه في 'الصلاة' !!!!...> وأنت تتوضأ....> بأنك تستعد لمقابله ملك الملوك...!!> وأنت تتجه إلى المسجد ...!!!> بأنك تجيب دعوة العظيم ذي العرش المجيد !!!> وأنت تكبر تكبيرة الإحرام !!> بأنك ستدخل في مناجاة ربك السميع العليم!!> وأنت تقرأ سورة الفاتحة في الصلاة !!> بأنك في حوار خاص بينك وبين خالقك ذو القوه المتين !!> وأنت تؤدي حركات الصلاة !!> بأن هناك الإعداد التي لا يعلمها إلا الله من الملائكة ........ راكعون> وآخرون ساجدون منذ ألاف السنين حتى أطَت السماء بهم!!!> وأنت تسجد !!!!!> بأن أعظم وأجمل مكان يكون فيه الإنسان هو أن يكون قريباً من ربه> الواحد الأحد> وأنت تسلم في آخر الصلاة...!!!> بأنك تحترق شوقاً للقائك القادم مع الرحمن الرحيم ......> 'الشوق إلى الله ولقائه'> نسيم يهب على القلب ليذهب وهج الدنيا ....> 'المستأنس بالله'> جنته في صدرة> وبستانه في قلبه> ونزهته في رضى ربه> 'أرق القلوب ............قلب يخشع لله> 'وأعذب الكلام ............ذكر الله> وأطهر حب............ الحب في الله> 'ومن وطن قلبه عند ربه'> سكن واستراح> 'ومن أرسله في الناس'> أضطرب وأشتد به الغضب> وإذا أحسست بضيق وحزن , ردد دائماً> (لا إله إلا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين)> هي طب القلوب> نورها سر الغيوب> ذكرها يمحي الذنوب> (لا إله إلا الله)> اللهم حرم وجه من قرأ هذا الموضوع على النـــــــــــار>وادخله الجنة بغير حساب> آميــــــــــــــــــــــــــــن> يقول:** صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم**> ((بلغوا عني ولو آية))> قد تكون بنشرك هذا لغيرك قد بلغت آية تقف لك شفيعه يوم القيامة....؟؟> ................> انشرها لعلها تشفع لك يوم القيامة

المحتلون





نومة بلا قومة ان شاء الله

سلام الشجعان






بدون تعليق

انما الاعمال بالنيات


متن الحديث : عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إنما الأعمال بالنيّات ، وإنما لكل امريء مانوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) . رواه البخاري و مسلم في صحيحهما
.الشرح لقد نال هذا الحديث النصيب الأوفر من اهتمام علماء الحديث ؛ وذلك لاشتماله على قواعد عظيمةٍ من قواعد الدين ، حتى إن بعض العلماء جعل مدار الدين على حديثين : هذا الحديث ، بالإضافة إلى حديث عائشة رضي الله عنها : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) ؛ ووجه ذلك : أن الحديث السابق ميزان للأعمال الظاهرة ، وحديث الباب ميزان للأعمال الباطنة .والنيّة في اللغة : هي القصد والإرادة ، فيتبيّن من ذلك أن النيّة من أعمال القلوب ، فلا يُشرع النطق بها ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يتلفظ بالنية في العبادة ، أما قول الحاج : " لبيك اللهم حجاً " فليس نطقاً بالنية ، لكنه إشعارٌ بالدخول في النسك ، بمعنى أن التلبية في الحج بمنـزلة التكبير في الصلاة ، ومما يدل على ذلك أنه لو حج ولم يتلفّظ بذلك صح حجه عند جمهور أهل العلم .وللنية فائدتان : أولاً : تمييز العبادات عن بعضها ، وذلك كتمييز الصدقة عن قضاء الدين ، وصيام النافلة عن صيام الفريضة ، ثانياً : تمييز العبادات عن العادات ، فمثلاً : قد يغتسل الرجل ويقصد به غسل الجنابة ، فيكون هذا الغسل عبادةً يُثاب عليها العبد ، أما إذا اغتسل وأراد به التبرد من الحرّ ، فهنا يكون الغسل عادة ، فلا يُثاب عليه ، ولذلك استنبط العلماء من هذا الحديث قاعدة مهمة وهي قولهم : " الأمور بمقاصدها " ، وهذه القاعدة تدخل في جميع أبواب الفقه .وفي صدر هذا الحديث ابتدأ النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ( إنما الأعمال بالنيات ) ، أي : أنه ما من عمل إلا وله نية ، فالإنسان المكلف لا يمكنه أن يعمل عملاً باختياره ، ويكون هذا العمل من غير نيّة ، ومن خلال ما سبق يمكننا أن نرد على أولئك الذين ابتلاهم الله بالوسواس فيكررون العمل عدة مرات ويوهمهم الشيطان أنهم لم ينووا شيئا ، فنطمئنهم أنه لا يمكن أن يقع منهم عمل باختيارهم من غير نيّة ، ما داموا مكلفين غير مجبرين على فعلهم .ويستفاد من قوله صلى الله عليه وسلم : ( وإنما لكل امريء ما نوى ) وجوب الإخلاص لله تعالى في جميع الأعمال ؛ لأنه أخبر أنه لا يخلُصُ للعبد من عمله إلا ما نوى ، فإن نوى في عمله اللهَ والدار الآخرة ، كتب الله له ثواب عمله ، وأجزل له العطاء ، وإن أراد به السمعة والرياء ، فقد حبط عمله ، وكتب عليه وزره ، كما يقول الله عزوجل في محكم كتابه : { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا } ( الكهف : 110 ) .وبذلك يتبين أنه يجب على الإنسان العاقل أن يجعل همّه الآخرةَ في الأمور كلها ، ويتعهّد قلبه ويحذر من الرياء أو الشرك الأصغر ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم مشيراً إلى ذلك : ( من كانت الدنيا همّه ، فرّق الله عليه أمره ، وجعل فقره بين عينيه ، ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له ، ومن كانت الآخرة نيّته ، جمع الله له أمره ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ) رواه ابن ماجة .ومن عظيم أمر النيّة أنه قد يبلغ العبد منازل الأبرار ، ويكتب له ثواب أعمال عظيمة لم يعملها ، وذلك بالنيّة ، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لما رجع من غزوة تبوك : ( إن بالمدينة أقواما ما سرتم مسيراً ، ولا قطعتم وادياً ، إلا كانوا معكم ، قالوا يا رسول الله : وهم بالمدينة ؟ قال : وهم بالمدينة ، حبسهم العذر ) رواه البخاري .
و لما كان قبول الأعمال مرتبطاً بقضية الإخلاص ، ساق النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً ليوضح الصورة أكثر ، فقال : ( فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) ، وأصل الهجرة : الانتقال من دار الكفر إلى دار الإسلام ، أو من دار المعصية إلى دار الصلاح ، وهذه الهجرة لا تنقطع أبداً ما بقيت التوبة ؛ فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها ) رواه الإمام أحمد في مسنده و أبوداود و النسائي في السنن ، وقد يستشكل البعض ما ورد في الحديث السابق ؛ حيث يظنّ أن هناك تعارضاً بين هذا الحديث وقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا هجرة بعد الفتح ) كما في " الصحيحين " ، والجواب عن ذلك : أن المراد بالهجرة في الحديث الأخير معنىً مخصوص ؛ وهو : انقطاع الهجرة من مكة ، فقد أصبحت دار الإسلام ، فلا هجرة منها .
على أن إطلاق الهجرة في الشرع يراد به أحد أمور ثلاثة : هجر المكان ، وهجر العمل ، وهجر العامل ، أما هجر المكان : فهو الانتقال من دار الكفر إلى دار الإيمان ، وأما هجر العمل : فمعناه أن يهجر المسلم كل أنواع الشرك والمعاصي ، كما جاء في الحديث النبوي : ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ) متفق عليه ، والمقصود من هجر العامل : هجران أهل البدع والمعاصي ، وذلك مشروط بأن تتحقق المصلحة من هجرهم ، فيتركوا ما كانوا عليه من الذنوب والمعاصي ، أما إن كان الهجر لا ينفع ، ولم تتحقق المصلحة المرجوّة منه ، فإنه يكون محرماً .
ومما يُلاحظ في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قد خصّ المرأة بالذكر من بين متاع الدنيا في قوله : ( أو امرأة ينكحها ) ، بالرغم من أنها داخلة في عموم الدنيا ؛ وذلك زيادة في التحذير من فتنة النساء ؛ لأن الافتتان بهنّ أشد ، مِصداقاً للحديث النبوي : ( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ) متفق عليه ، وفي قوله : ( فهجرته إلى ما هاجر إليه ) ، لم يذكر ما أراده من الدنيا أو المرأة ، وعبّر عنه بالضمير في قوله : ( ما هاجر إليه ) ، وذلك تحقيراً لما أراده من أمر الدنيا واستهانةً به واستصغاراً لشأنه ، حيث لم يذكره بلفظه .ومما يستفاد من هذا الحديث - علاوة على ماتقدم - : أن على الداعية الناجح أن يضرب الأمثال لبيان وإيضاح الحق الذي يحمله للناس ؛ وذلك لأن النفس البشرية جبلت على محبة سماع القصص والأمثال ، فالفكرة مع المثل تطرق السمع ، وتدخل إلى القلب من غير استئذان ، وبالتالي تترك أثرها فيه ، لذلك كثر استعمالها في الكتاب والسنة ، نسأل الله تعالى أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل ، والحمد لله رب العالمين.