بعدما كان هدفهم الوحيد الوصول إلى المغرب من أجل تحقيق حلم الهجرة إلى أوروبا، أصبح مجموعة من المهاجرين الأفارقة يفضلون الاستقرار ببلادنا بعدما تمكنوا من تحقيق أرباح مهمة عن طريق ممارسة عمليات النصب والاحتيال. النصب بالطريقة الافريقية، ذلك هو الاسم الذي أطلقه المحققون على ملفات قضايا النصب والاحتيال التي نفذها أفارقة ينحدرون من دول جنوب الصحراء بالعديد من المدن المغربية، حيث تتشابه الطرق التي يعتمدها النصابون في الايقاع بضحاياهم الذين غالبا ما يكون طمعهم سببا في وقوعهم في فخ «الحراكة» الأفارقة. وقد شهدت مدينة طنجة وقوع عدد كبير من مثل هذه الحالات خلال الأشهر الأخيرة لدرجة أثارت انتباه مصالح الأمن والنيابة العامة بعد تعدد الشكايات المتعلقة بالنصب والاحتيال المقدمة ضد مجهولون لا يعرف عنهم سوى أنهم من الأفارقة السود، ورغم صعوبة كشف هوية المشتكى بهم بذلت عناصر الأمن مجهودا كبيرا أسفر عن إيقاف حوالي 17 مهاجرا غير شرعيا ينتمون لمختلف الدول الافريقية بعد ثبوت علاقتهم بهذه العمليات، هذا في الوقت الذي تؤكد فيه مصادر أمنية أن هناك حالات عديدة رفض ضحاياها تقديم شكاياتهم بعدما اعتبروا أنفسهم مغفلون ويستحقون ما جرى لهم . وخلال الأسبوع المنصرم أحالت مصالح الشرطة القضائية بولاية أمن طنجة على القضاء أربعة مهاجرين أفارقة من أجل تهمة ممارسة النصب، ومن بين العمليات التي قام بها اثنين منهم ينحدران من دولة ليبيريا كان ضحيتها صاحب متجر لبيع النظارات، حين سلبا منه مبلغ 16 مليون سنتيم بعدما قدما له نفسيهما على أنهما ديبلوماسيان حصلا على اللجوء السياسي وبحوزتهما مبالغ مالية كبيرة هرباها من بلديهما و يحتاجان إلى من يساعدهما على استعادتها، و من سوء حظ هذه الضحية أنه حين اكتشف خدعتهما حاول استرجاع أمواله وقام باستدراجهما إلى متجره وبعد أن احتجزهما رفقة أصدقائه داخل المتجر فوجئ بوصول رجال الشرطة بعد أن أشعرهم أحد الجيران حين اعتقد أن الأمر يتعلق بتنظيم محاولة للهجرة السرية. وتبدأ عملية النصب التي يتولى تنفيذها إثنين من المهاجرين على الأكثر بانتقاء الضحايا من بين المغاربة الميسورين من التجار ورجال الأعمال والمنعشون العقاريون، قبل أن يدعيا بأنهما يرغبان في الاستثماربالمغرب من خلال إطلاع الضحية على وثائق مزورة تثبت إما انتماءهما لعائلة حاكمة باحدى الدول الافرقية أو توفرهما على الصفة الديبلوماسية , ويبرران قدومهما إلى المغرب بدافع الرغبة في الحصول على فرصة حياة جديدة بعيدا عن أوضاع الحروب التي تعيشها العديد من الدول الافريقية، وبعد أن يقنعا الضحية بظروفهما يخبرانه بحيازتهما لمبلغ مالي كبير من العملة الأجنبية إما الدولار أو الأورو، وأنهما تمكنا من إدخاله إلى المغرب بعد تحويل الأوراق المالية إلى أوراق عادية باستخدام محلول سحري لتفادي حجزها من قبل الجمارك المغربية، ثم يطلبان من الضحية أن يساعدهما على اقتناء مادة خاصة تعيد الأوراق المالية إلى طبيعتها وذلك بعد أن يقوما أمامه بتجربة عينة من هذه الأوراق التي تكون عبارة عن ورقة مالية أصلية ملونة حيث يتم مسحها بمحلول عادي لكي يقتنع الضحية بصدق روايتهم، وبعدها يطالبونه بمدهم بالمال من أجل الحصول على كمية كبيرة من المحلول الخاص تكفي لتحويل المبلغ المالي الضخم الذي يتوفرون عليه داخل خزانة حديدية ويقدران ثمن الليتر الواحد من هذا المحلول بما يناهز 40 ألف أورو , وهكذا يقومان باستنزاف أموال الضحية الذي يتكلف بجميع المصاريف بما فيها تكاليف تنقلهما إلى الرباط بدعوى إجراء اتصالات بسفارة بلديهما من أجل الاسراع باستقدام هذا المحلول العجيب إلى المغرب، إلى حين الحصول على الثروة الوهمية. وبنفس الأسلوب تم تنفيذ مجموعة من عمليات النصب والاحتيال بمدينة طنجة، وتراوحت المبالغ المالية التي حصل عليها النصابون عن كل عملية ما بين 30 ألف و200 ألف درهم دون أن يتمكن أي ضحية من استرجاع أمواله، حيث يرفض المتهمون الاعتراف بالتهم المنسوبة إليهم ويسارعون بعد إيقافهم من قبل مصالح الأمن إلى اتهام ضحاياهم بعلاقتهم بشبكة لتنظيم الهجرة السرية
الاثنين، 30 يونيو 2008
أفارقة ينتحلون صفة لاجئين سياسيين و ديبلوماسيين ويغرون ضحاياهم بأموال «مهربة بمادة سحرية»
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق