Google http://yoursite.com; AWFID:0ed5b59d9c9a0ed3;">

الخميس، 26 يونيو 2008

القاعدة تهزم أمريكا على الإنترنت



بالاعتماد على أدوات ذات تقنية عالية وأجهزة متطورة متصلة بشبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) يتفوق تنظيم القاعدة على الولايات المتحدة في الحرب الإعلامية طويلة المدى الدائرة بينهما، بحسب خبراء وسياسيين أمريكيين.
إيفان كولمان الخبير في عمليات القاعدة التي تجرى بواسطة الإنترنت، ويعمل مستشارا لمكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية، قال في تصريحات لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الثلاثاء 24-6- 2008: إن "الضرر وقع بالفعل"، في إشارة منه إلى أن القاعدة هزمت الولايات المتحدة إعلاميا.
وأضاف كولمان: "سابقا، كان يُنظر لهؤلاء الرجال على أنهم أوغاد ومختلون عقليا، وأنهم إرهابيو شبكة الإنترنت، وليس لهم حضور حقيقي".
وتابع: "كان الأمر بالتأكيد سيصبح سهلا لو تعاملت الحكومة الأمريكية مع الأمر بشكل جدي في وقت مبكر".
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن "مسئولين وخبراء أمريكيين أقروا بأن واشنطن خسرت الحرب الإعلامية لصالح القاعدة وأتباعها".
وحتى الآن فشلت وكالات الاستخبارات الأمريكية في تعقب تسجيلات الفيديو التي تُبث على شبكة الإنترنت لزعيم التنظيم أسامة بن لادن ومساعديه؛ من أجل التوصل إلى أماكن تواجدهم، وفقا للصحيفة.
وفي الشهر الماضي، بعثت مجموعة من أعضاء الكونجرس برسالة للمسئولين عن محرك البحث الشهير "جوجل" على الإنترنت؛ طالبوا فيها بتقليل عدد تسجيلات الفيديو المنشورة على موقع "يوتيوب" التابع لجوجل، والتي تم إنتاجها من قبل القاعدة والجماعات "الإرهابية" الأخرى.
واعتبرت "واشنطن بوست" هذه الخطوة "غير فعالة" لتعقب كافة التسجيلات التي تقوم بالدعاية للقاعدة.
وقال مسئول أمريكي رفيع في مكافحة الإرهاب -طلب عدم ذكر اسمه- إنه "أولا، يجب ألا ندع أسامة بن لادن يتحدث، وألا ندع المتشددين يستخدمون شبكة الإنترنت".
وأردف: "يمكننا أن نتعقب المواقع التي يستخدمونها من أجل إغلاقها، ولكن هذا ليس سلاحا إستراتيجيا ضد القاعدة".

تقنيات عالية

وفي نوفمبر الماضي، اعترف وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس بأن وسائل الإعلام الأمريكية منيت بالهزيمة أمام دعاية القاعدة، قائلا: "إن تنظيم القاعدة يوصل رسائله بشكل أفضل من الولايات المتحدة عبر شبكة الإنترنت".
ويرى مسئولون أمريكيون آخرون أن أنشطة القاعدة الدعائية تطورت بشكل كبير، حيث أصبح التنظيم مجهزا بأفضل الأجهزة تطورا؛ وهو ما يمكنه من التواصل مع الجماهير بسهولة، والترويج لنفسه باستمرار.
وقال المسئول الأمريكي الذي يعمل في مكافحة الإرهاب: "كنا نعتقدهم مجموعة من الرجال الذين يعيشون في الكهوف، لكنهم يستخدمون شبكة اتصالات من خلال أجهزة كمبيوتر محمولة كتلك التي أستخدمها في أحد أبنية واشنطن المجهزة بكل وسائل الاتصال".
وتبث مؤسسة "السحاب"، الذراع الإعلامية للقاعدة، تسجيل فيديو أو صوت كل ثلاثة أو أربعة أيام تقريبا، وفي العام الماضي بثت 97 تسجيل فيديو.
ويستخدم محررو ومنتجو "السحاب" أجهزة كمبيوتر محمولة من طراز "سوني" فائقة التقنية، وكاميرات فيديو متطورة جدا، ويحمون ملفاتهم ببرامج حماية عالية تمنع أي جهاز استخباراتي على مستوى العالم من اختراقها.

أعمال احترافية

"من الواضح أنهم لا يقعون تحت أي ضغط حقيقي"، هذا ما أكده ضياء رشوان الخبير بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بمؤسسة الأهرام المصرية.
وأضاف رشوان للصحيفة الأمريكية: "لديهم متسع من الوقت لإنتاج التسجيلات المختلفة وإخراجها في أحسن شكل".
ودشنت القاعدة في عام 2005 شبكة توزيع جديدة تسمى "الفجر" من أجل تعزيز جهود مؤسسة السحاب، وتبث "الفجر" مواد باللغات الإنجليزية والألمانية والإيطالية والفرنسية والباشتو والتركية، وغيرها.
ويرى عدد من الخبراء أن أحد العوامل التي عززت من تفوق آلة القاعدة الدعائية أنها تمارس عملها باحترافية عالية، مشيرين إلى الفيلم الوثائقي المعنون "قوة الحقيقة" الذي بثته في سبتمبر الماضي، ومدته 80 دقيقة.
وفي هذا الفيلم ظهر الرجل الثاني في التنظيم أيمن الظواهري وقادة آخرون وهم يستعرضون إساءات الولايات المتحدة للمسلمين، مستعينين بمقاطع فيديو لزعماء أمريكيين تدعم رؤاهم.

ليست هناك تعليقات: