Google http://yoursite.com; AWFID:0ed5b59d9c9a0ed3;">

الأحد، 18 أبريل 2010

الزلازل والبراكين زغلول النجار حاوره احمد منصور

ربما لا يعرف كثير من البشر طبيعة الأرض التي يعيشون عليها، ويعتقد هؤلاء أنهم يعيشون في أمن وسلام طالما أن الحروب بعيدةٌ عنهم، وأنهم يبيتون آمنين في بيوتهم، غير أن الواقع أثبت أن الزلزال، والبراكين، والأعاصير أشد خطراً، وتهديداً، وفتكاً بالإنسان من الحروب. ورغم التقدم التكنولوجي الهائل الذي تعيشه البشرية اليوم إلاَّ أن الولايات المتحدة الأميركية التي تتزعم قيادة العالم، تقف عاجزة أمام 800 زوبعة وإعصار تصيب سواحلها كل عام، وتتسبب في خسائر بشرية ومادية هائلة، وأصبح مألوفاً أن يرى الناس على شاشات التلفزة مئات الآلاف من الأميركيين وهم ينزحون، ويفرُّون هرباً ورعباً من الأعاصير المدمرة التي تصيب سواحلهم من آنٍ إلى آخر. أما الزلازل فإن ما تُخلِّفه من رعب، ودمار، وقتل، وتشريد لملايين البشر دليل آخر على المخاطر التي تهدد الناس وهم آمنون في بيوتهم دونما إنذار مسبق، أما الحقيقة المخيفة فهي أن هناك أربعين مدينة من مدن العالم الخمسين الأسرع نمواً في العالم تقع في مناطق معرضة للزلازل، حتى أن المنطقة العربية -التي كانت تقع خارج نطاق الزلازل- أصبحت تتهددها الأخطار هي الأخرى الآن بعد الزلزال الذي ضرب مصر عام 92. وربما يتعجب الكثيرون حينما يعلمون أن الأرض تتعرض لمليون زلزال سنوياً منها مائة -على الأقل- ذات قوة تدميرية عالية. أمَّا البراكين فإن قوة انفجار بعضها تصل إلى قوة انفجار قنبلة نووية كما حدث في بركان (سانت هيلين) في ولاية (واشنطن) الأميركية عام 1980م، حيث قدر العلماء حجم قوة الانفجار بأنها تفوق حجم القنبلتين النوويتين اللتين دمرتا (هيروشيما) و(نجازاكي) أثناء الحرب العالمية الثانية. أما الرماد البركاني الذي انطلق عام 79 من بركان جبل (فيزوفياس) فقد طمر مدينة (بومبي) التي تقع بالقرب من مدينة (نابولي) جنوب غرب إيطاليا، أما سكان المدينة فقد تحجرت أجسادهم بفعل الرماد البركاني، وقُتلوا جميعاً مع حيواناتهم،كلٌ على الوضع الذي كان عليه، وقامت السلطات الإيطالية بعد ذلك بتحويل المدينة إلى مزارٍ يشاهد الناس فيه كيف تحجر البشر، وتحجرت الحياة في لحظات بفعل الرماد البركاني! ولنا أن ندرك أن هذه المخاطر البركانية ليست بعيدة عنا، لا سيما وأن المملكة العربية السعودية -على سبيل المثال- بها عشرات البراكين الخامدة، والحديثة التي يمكن أن تثور في أي لحظة، وأن هناك كثيراً من القرى قد بُني في مخروط هذه البراكين. إذن أليس الأمر جديراً بالاهتمام، وأن نسعى لفهم المخاطر التي تحيط بنا، والأرض التي نعيش عليها، وذلك من خلال حوارنا اليوم مع الأستاذ الدكتور زغلول النجار (أحد أبرز علماء الأرض في العالم)، والأستاذ السابق في جامعات عين شمس، والملك سعود، والكويت، وقطر، والملك فهد للبترول والمعادن، وجامعة (ويلز) في بريطانيا، و(كاليفورنيا) في (لوس أنجلوس) في الولايات المتحدة الأميركية، وقد نشر له أكثر من 150 بحثاً، و10 كتب، كما أنه أشرف على أكثر من 35 رسالة ماجستير ودكتوراة، وهو عضو في كثير من المحافل، والجمعيات العلمية الدولية، وعضو هيئة تحرير عدد من أبرز المجلات والدوريات العلمية التي تصدر في الولايات المتحدة، وفرنسا، والهند، والعالم العربي، دكتور زغلول مرحباً بك. د. زغلول النجار: أهلاً وسهلاً يا أخي. أحمد منصور: بعد هذه المقدمة، أبدأ بالزلازل، باعتبار أن الزلازل.. الزلزال الذي ضرب تركيا، والذي كان قريباً من المنطقة، يعتبر من أقرب الأحداث التي أهمت الناس في المنطقة العربية، أولاً: لماذا تحدث الزلازل؟ أسباب حدوث الزلازل وأثارها وإمكانية التنبؤ بوقوعها د. زغلول النجار: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، أحمد الله تعالى وأصلي وأسلم على خاتم أنبياءه ورسله، وعلى من تبعه بإحسان، ودعا بدعوته إلى يوم الدين، وأحييكم يا أخي الكريم، وأحيي جميع المشاهدين بتحية الإسلام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أحمد منصور: عليكم السلام. د. زغلول النجار: وبعد، فقبل أن أجيب على سؤالكم، بودي أن أضيف بُعداً آخر للمخاطر التي تتهدد الأرض، ومن عليها في كل وقت، وفي كل حين، ولكي نفهم ذلك لابد لنا من التأكيد على أن الأرض التي نحيا عليها هي شبه كرة من الصخر، تبلغ كتلتها أكثر من خمسة ونصف مليون.. مليون.. مليون طناً، تجري بنا في فسحة السماء بسرعات لا يكاد العقل البشرى أن يتخيلها. فالأرض تدور حول محورها دورة كل أربعة وعشرين ساعة، بسرعة تزيد عن 1600 كيلو متر في الساعة، كما أنها تجري بنا في مدار لها حول الشمس بسرعة تزيد عن 100 ألف كيلو متر في الساعة، وتجري مع الشمس، وبقية المجموعة الشمسية حول مركز للمجرة بسرعة تزيد عن 740 ألف كيلو متر في الساعة، ثم تدور مع المجرة متباعدة عن غيرها من المجرات بسرعة تزيد عن ثلاثة ملايين ونصف المليون كيلو متر في الساعة. ولك أن تتخيل إنساناً راكزاً في مكانه كجلستنا هذه، أو مستريحاً في فراشه الوثير، لو ورد إلى ذهنه أننا نتحرك بهذه السرعات المذهلة، وأننا محاطون بالمخاطر من كل جانب، هل يمكن أن يغفل ذلك، أو أن لا يضع اعتباراً لهذه المخاطر فيلجأ إلى الله سائلاً الحماية من رب العالمين من كل هذه المخاطر؟ وأن هذا الكوكب الذي يجري بنا في نهاية لا يعلمها إلا الله محاط بالمخاطر من كل جانب، ويكفي أن أشير في ذلك إلى حجم الأشعة الكونية التي نُمطَر بها في كل لحظة من لحظاتنا، والمخاطر التي تتهدد هذا الكوكب من اصطدم بكوكب آخر، أو بنيزك من النيازك، أو بشهاب من الشهب، أو بمذنب من المذنبات، هذه كلها مخاطر، لولا رحمة الله لأفنت الأرض بمن عليها وما عليها. أحمد منصور: يعني هذه السرعات الهائلة التي تحدثت عليها.. عنها، إلى أين تذهب الأرض؟ إلى أين تتجه بما عليها من البشر؟ د. زغلول النجار: كل ما في الكون يتحرك بسرعات مذهلة إلى نهاية لا يعلمها إلا الله -سبحانه وتعالى- وأضيفك أيضاً إلى هذه المخاطر: أن الأرض التي نحيا عليها انفصلت أصًلا من الشمس، ذلك النجم المتواضع الذي تصل درجة حرارة سطحه إلى ستة آلاف درجة مئوية، ودرجة حرارة ألسنة اللهب المندفعة منها إلى مليون درجة مئوية، ودرجة حرارة جوفها إلى عشرين مليون درجة مئوية، وحينما انفصلت الأرض من الشمس لم تكن سوى كومة من الرماد احتفظت بشيء من هذه الحرارة الأصلية. أحمد منصور [مقاطعاً]: أين احتفظت بها؟ د. زغلول النجار [مستأنفاً]: في داخلها، في مادتها، وأن هذه الكومة من الرماد رُجمت بوابل من النيازك الحديدية، وغير الحديدية، وأن هذا الحديد لا يتكون في داخل مجموعتنا الشمسية، لا يتكون إلا في نجوم ذات درجات حرارة تفوق حرارة الشمس بملايين المرات تُعرف باسم (المستعرات)، وأن هذا (المستعر) تتراوح درجة حرارة لُبِّه بين ثلاثمائة ألف مليون درجة مئوية وأربعمائة ألف مليون درجة مئوية. أحمد منصور: يعني هل هناك أي شكل من أشكال التقارب بين الحرارة الموجودة في جوف الأرض، وبين حرارة الشمس التي انفصلت عنها؟ د. زغلول النجار: نعم، نعم، يعني حينما رجمت الأرض بهذا الوابل من النيازك الحديدية استقر الحديد في لُبِّها، وصهرها إلى سبع أراضين: لُبٌّ صلب داخلي يتكون أغلبه من الحديد والنيكل، وتصل درجة حرارته إلى ما يقرب من درجة حرارة سطح الشمس.. أحمد منصور [مقاطعاً]: في باطن الأرض، في قلبها؟ د. زغلول النجار: في باطن الأرض ستة آلاف درجة مئوية، يليه إلى الخارج لُب سائل، ويتكون أساساً من الحديد والنيكل، ثم أربعة أوشحة متمايزة في طبيعتها، ثم قشرة الأرض. أحمد منصور: ونحن نعيش فوق هذا اللهيب؟ د. زغلول النجار: نعيش فوق هذا الجحيم، ليس لهيباً، مجرد لهيب، ولكن تفاعلات نووية في الطبقة العليا من الوشاح، لأن قشرة الأرض يليها الوشاح الخارجي و هو صلب، ليكونا معاً الغلاف الصخري للأرض، والذي يتراوح سمكه بين خمسة وستين كيلو متراً ومائة كيلو متر، وتحت هذا الغلاف مباشرة إلى عمق سبعمائة كيلو متر طبقة لبنة شبه منصهرة، عالية الكثافة، عالية اللزوجة، تتفاعل فيها المواد النووية، تتحلل المواد النووية، فتطلق كميات هائلة من الطاقة، تجعل هناك دوامات من تيارات الحمل تمزق الغلاف الصخري للأرض إلى ألواح متجاورة تطفو فوق هذه المادة اللزجة، وتتحرك بسرعات هائلة هي التي تؤدي في النهاية إلى حدوث الزلازل. أحمد منصور: يعني إحنا كل هذا الشيء الهائل من التفاعلات، من درجات الحرارة، من الطبقات، وفي الأخير نصل إلى كيف تحدث الزلازل. د. زغلول النجار: نعم. أحمد منصور: معنى ذلك أن هناك عمق رهيب يعني لحدوث الزلازل بهذا الوصف الذي وصفته بمئات الكيلو مترات في عمق الأرض؟ د. زغلول النجار: نعم، الزلازل يعني تنشأ من أعماق ضحلة، تتراوح بين من 15، 5 إلى 15 كيلو متر، وقد تصل إلى سبعين كيلو متر. أحمد منصور: في العمق! د. زغلول النجار: في العمق، وهناك زلازل متوسطة المنشأ، تتراوح ما بين سبعين كيلو متر إلى ثلاثمائة كيلو متر. أحمد منصور: كيف تحدث الزلازل؟ د. زغلول النجار: بس أتم زلازل عميقة المنشأ فتنشأ إلى عمق سبعمائة كيلو متر، من ثلاثمائة إلى سبعمائة كيلو متر، فلدينا ثلاث مراحل من الزلازل بناءً على العمق الذي تنشأ منه.. أحمد منصور [مقاطعاً]: وكل مرحلة لها قوة معينة تكون على سطح الأرض؟ د. زغلول النجار [مستأنفاً]: بدون شك.. كلما اقتربت بؤرة الزلزال لسطح الأرض، كلما ازدادت قوة تدميره، وكلما بعدت بؤرة الزلزال كلما قل.. قلت شدة تدميره، ولذلك نقول أن الزلازل تحدث نتيجة لحركة ألواح الغلاف الصخري للأرض إما متباعدة عن بعضها أو مصطدمة مع بعضها، أو منزلقة عبر حدود بعضها البعض. أحمد منصور: كيف تحدث الزلازل إذن؟ د. زغلول النجار: حينما يندفع الحمم البركاني حين تتصدع الأرض، ويبدأ الحمم البركاني في الاندفاع، كما يحدث في أعماق أغلب المحيطات، يبدأ هذا الحمم البركاني في دفع قاع المحيط تحت القارة، فحينما ينزلق مساحة هائلة من الأرض.. كتلة هائلة من الأرض، لأن هذه الألواح بعضها يبلغ مساحته عشرات الآلاف من الكيلو مترات، في سمك يتراوح بين 65 كيلو متر، و 150 كيلو متر. فلك أن تتخيل كتلة هذه الألواح التي تكون الغلاف الصخري للأرض، فحينما تندفع هذه الكتل متباعدة عن بعضها تحدث شيئاً من الزلازل ، وحينما تندفع مصطدمة ببعضها البعض، أو منزلقة قاع المحيط تحت القارة، هذا الاحتكاك يولد كمية هائلة من الطاقة تؤدي في النهاية إلى تصدع اللوح الهابط، أو انصهاره، فيهبط جزء كتلة هائلة من هذا اللوح الهابط في طبقة.. طبقة الضعف الأرضي اللي هي تسمى.. أحمد منصور [مقاطعاً]: يعني نريد أن نُبِّسط الأمر للمشاهد، لأن إحنا بنفترض أن..
د. زغلول النجار [مقاطعاً]: كما تلقي بحجر في بحيرة ماء، تنطلق قوى اهتزازية، طاقات اهتزازية هائلة في الغلاف الصخري للأرض في كل اتجاهات. أحمد منصور: فتؤدي إلى ما يحدث على السطح!! د. زغلول النجار: تؤدي إلى حدوث الزلازل.. نعم. أحمد منصور: لنرى شيء مما يحدث على السطح -الآن- وتصف للمشاهد -أيضاً- عملية الزلزال التي يراها عبر شاشات التلفزة يمكن أن نرى شيئاً من الأحداث الأخيرة، أو الزلازل الأخيرة على وجه الخصوص..اتفضل يا دكتور. د. زغلول النجار: طبعاً، هذه.. هذا الدمار الذي نراه أمامنا هو نتيجة للهزة الأرضية التي ضربت (تايوان) منذ أيام قليلة، وهذه الهزة أدت إلى تدمير وسط تايوان، ونرى المباني قد اقتلعت من أساسها، وانهارت على بعضها البعض، وأدت هذه الهزة -على قلتها- إلى أكثر من ألفين قتيل، وإلى عشرات الآلاف من الجرحى، ونرى.. أحمد منصور [مقاطعاً]: دي صورة زلزال بيحدث بالفعل في اليابان. د. زغلول النجار: نعم.. نعم.. نعم.. ترى المباني تهتز كلعب الأطفال، وتنهار، تقتلع من أساسها، وتنهار على بعضها البعض، وتؤدي إلى دمار في مساحة تختلف من مكان إلى آخر. أحمد منصور: يعني مع الاكتفاء بهذا القدر من الصور، يعني هل يمكن تلافي وقوع الزلزال؟ هل يمكن التنبؤ بوقوع الزلزال، وتلافي وقوعه؟ د. زغلول النجار: هو التنبؤ شيء، وتلافي الوقوع شيء آخر، لا يمكن تلافي وقوع الزلزال أبداً، لا توجد قوة على سطح الأرض يمكن أن تمنع هزة أرضية.. أحمد منصور [مقاطعاً]: مع كل التقدم الهائل الموجود؟! د. زغلول النجار: مع كل التقدم العلمي الهائل يقف العلم، ويقف الناس عاجزين تمام العجز عن مقاومة هذه القوى التي وضعها ربنا –تبارك وتعالى- في كونه. أحمد منصور: هل يمكن التنبؤ بوقوع الزلزال؟ د. زغلول النجار: يمكن التنبؤ برصد دقيق، يعني بعض الدول المتقدمة التي تكثر في بلادها حدوث الزلازل ترصد كل شيء رصداً دقيقاً للغاية.. أحمد منصور: في باطن الأرض؟ د. زغلول النجار: لأ من على سطح الأرض، هناك –طبعاً- أجهزة الرصد الزلزالي، والتي ترسم كل هزة تحدث على سطح الأرض مهما كانت دقيقة، لدرجة أنها ترصد حتى يعني إذا مر قطار، أو مر سيارة كبيرة، إنها ترصد ذلك، فالرصد المستمر إذا أدركنا أن هناك زيادة فيه ملحوظة تنبئ بأن شيئاً قد يحدث، هناك أيضاً رصيد دقيق.. أحمد منصور [مقاطعاً]: هل عملية الرصد هذه تكفي لكي يستعد الناس للخروج من بيوتهم!! د. زغلول النجار: لا.. لا. أحمد منصور: دي ممكن تتم قبل حدوث الزلزال بمدة كام؟ د. زغلول النجار: هو طبعاً ممكن أن يكون الرصد المستمر يعني في العالم –الحقيقة- المتقدم عملية الرصد هذه مستمرة على مدار الأربعة وعشرين ساعة، فإذا.. إذا لاحظنا أن هناك تغيراً في معدلات اهتزاز الأرض مستمر لمدة يوم ويوم ونصف، يومين متتاليين هذا ينذر بشيء ما.. أحمد منصور [مقاطعاً]: المعدل الطبيعي لاهتزاز الأرض، كم درجة على مقياس (ريختر)؟ د. زغلول النجار: هو مقياس ريختر مُقسم إلى تسع درجات، درجتين الأولى والثانية لا يشعر بهما الإنسان، ويبدأ الإنسان يشعر بما هو بما فوق الدرجة الثانية. أحمد منصور: يعني يبدأ شعور الإنسان بالزلزال بعد هذا؟ د. زغلول النجار: بعد الدرجة الثانية.. ولكن أنا أقول أن التنبؤ، قضية التنبؤ، هناك إجراءات كثيرة تتم، ليس فقط عملية الرصد على أجهزة (سازموجراف)، أو أجهزة رصد الاهتزازات الأرضية، هناك ملاحظة دقيقة لأي تغيرات لطوبوغرافية سطح الأرض، ولبناء قشرة الأرض، فالدول التي تحدث فيها زلازل بطريقة متواترة.. أحمد منصور [مقاطعاً]: مستمرة. د. زغلول النجار: يعني ترصد ميول سطح الطبقات، إذا زادت ميل سطح الطبقة في المناجم، وفي المحاجر، وفي ظاهر الطبقات، ولو بجزء من الدرجة.. أحمد منصور [مقاطعاً]: يعني هذا أيضاً أمر مكلف ومجهد جداً في عملية المتابعة. د. زغلول النجار: معلش بس أيضاً.. أيضاً لمقاومة ما يحدث من الدمار، ومن الخراب، ومن ضياع للأنفس الناتجة عن الزلزال. أحمد منصور: ما هو أنا.. أنا بمنتهى البساطة عايز.. أريد أن أعرف -والمشاهدين كذلك- هل تكفي المدة التي يمكن التنبؤ بها في وقوع الزلزال لتحذير الناس، وطلب منهم أن يخرجوا من.. لا تكفي؟ د. زغلول النجار: لا.. تكفي، لكن دعن..ي كي أكمل لك، أنا أقول: أن الرصد ليس فقط رصد ميل للطبقات، أو رصد انحدار بعض المنحدرات، أيِّ شقوق تحدث في الأرض تنبئ بأن شيئاً ما قد يحدث، أي صدع يحدث للأرض، أو للطبقات قد ينبئ بشيء ما، أحياناً اختلاف مناسيب المياه في الآبار، أو في الخلجان، أو في البحيرات يُنبئ بأن شيئاً ما قد يحدث، تصاعد بعض الغازات، مثل غاز (الرادون) مثلاً، هناك رصد دقيق في المناجم، وفي المحاجر لو لاحظ العلماء أن هناك زيادة مفاجئة لتصاعد هذه الغازات ينبئ بأن شيئاً ما قد يحدث، هجرة بعض الحيوانات بطريقة مفاجئة. أحمد منصور[مقاطعاً]: قضية الحيوانات قضية مهمة. د. زغلول النجار: نعم. أحمد منصور: متى يمكن للحيوانات أن تتنبأ بالزلازل على وجه الخصوص؟ د. زغلول النجار: نصف ساعة، نصف ساعة.. ثلاثة أرباع ساعة بالكتير على الأكثر. أحمد منصور: يعني كده كل واحد ممكن يربي في بيته حيوانات عشان. د. زغلول النجار: لأ، ليس بالضرورة، ليس بالضرورة.. يعني حتى لو الحيوان ماشي في الشارع، سبحان الله، يعنى وهب الله -سبحانه وتعالى- هذه الكائنات حساً خاصاً بهذه المخاطر لا يتوافر للإنسان، والذي أريد أن أؤكده أن بالرغم من كل هذه الملاحظات، ومن كل هذا الرصد الذي تقوم به كثير من الدول مثل اليابان، ومثل الولايات المتحدة الأميركية وغربها مهدد، من مناطق الزلازلالمعروفة، لا يستطيع الإنسان أن يتنبأ تنبؤاً صحيحاً بمتى سيحدث الزلزال، ولا يستطيع الإنسان أن يقاوم هذا الحدث بأي شكل من الأشكال. حقيقة وقوع العالم العربي خارج نطاق الزلازل أحمد منصور: يقال بأن العالم العربي يقع خارج منطقة الزلازل، ويعني كان الناس مطمئنين إلى هذا الجانب إلى أن وقع الزلزال الذي وقع في مصر في العام 92، ما حقيقة أن العالم العربي يقع خارج نطاق الزلازل؟ د. زغلول النجار: هذا الأمر صحيح وغير صحيح. أحمد منصور: كيف؟ د. زغلول النجار: صحيح لأن نعلم أن حزام الزلازل في المنطقة العربية يمتد من جبال (زاجروس) في غرب إيران إلى جبال (طوروس) في جنوب تركيا، ثم يتحرك من تركيا إلى قبرص واليونان، ويتحرك من اليونان إلى جبال الأطلس في شمال أفريقيا، ويذهب فرع آخر إلى جبال (الألب) حتى (أسبانيا) و(البرتغال)، فكل الدول العربية تقريباً.. أحمد منصور [مقاطعاً]: ما عدا المغرب والجزائر. د. زغلول النجار [مستأنفاً]: ما عدا المغرب والجزائر خارجة عن نطاق هذا الحزام، لكن الذي يعلم طبيعة العنف الحركي الذي تتعرض له الأرض في جوفها، والتفاعلات النووية الشديدة، والحركية العنيفة للأرض يستطيع أن يقول: أنه لا يوجد شبر من الأرض يمكن أن يقال أنه خارج نطاق الزلازل، أو غير معرض لإمكانية حدوث الزلازل فيه. أحمد منصور: لكن أكثر أمناً يعني. د. زغلول النجار: أقل عنفاً، يعني قل أنه أقل حدة من هذه الأحزمة المعروفة. أحمد منصور: هل هناك تفسير علمي لزلزال 92 الذي ضرب مصر؟ د. زغلول النجار: والله حاول العلماء أن يقولوا أن هناك صدع يمتد من الفيوم متجهاً شمال شرق حتى يصل إلى القدس، وأن هذا الصدع صدع جديد، أو صدع قديم بدأ يتحرك في الأرض… أحمد منصور [مقاطعاً]: عمقه كام في الأرض؟ د. زغلول النجار: عمقه يزيد عن الكيلو متر، وأن هذا الصدع تحرك تحركاً جديداً، وأن هذا التحرك أدى إلى حدوث هذا الزلزال، لكن يبقى في المنطقة العربية –حقيقة- منطقة زلزالية معروفة، وهي حوض البحر الأحمر، وخليج العقبة، وخليج السويس. [موجز الأخبار] أحمد منصور: دكتور زغلول، كنت تتحدث عن منطقة البحر الأحمر، وكيف أنها تعتبر من أخطر الأماكن أو المناطق الزلزالية في العالم العربي؟ د. زغلول النجار: نعم أقول إن البحر الأحمر عبارة عن منطقة تصدع حديثة نسبياً بالنسبة لتاريخ الأرض. أحمد منصور: عمرها كام؟ د. زغلول النجار: في حدود الخمسة وعشرين مليون سنة. أحمد منصور: بس، ودي حديثة يعني!! د. زغلول النجار: نعم.. نعم، يعني إذا قدر عمر الأرض أربعة آلاف وستمائة مليون سنة، لك أن تتخيل كم هي حديثة يعني!! أحمد منصور: نعم!! د. زغلول النجار: فالبحر الأحمر، وكل من خليج السويس، وخليج العقبة عبارة عن مناطق تصدع، هذا التصدع أدى إلى انهيار هذه المنطقة، وأدى إلى أن البحر الأحمر منطقة اتساع، ويندفع الحمم البركاني في وسط البحر الأحمر، فيؤدي إلى دفع الجزيرة العربية في اتجاه معاكس لاتجاه عقرب الساعة إلى الشمال الشرقي. كل الجزيرة العربية ابتداءً من وسط بحر العرب وهي -أيضاً- منطقة تصدع إلى حدود تركيا، ومن وسط البحر الأحمر إلى غرب إيران جبال زاجروس، كل هذه الكتلة الصخرية الهائلة بسمك يبلغ متوسطه مائة كيلو متر تتحرك في عكس اتجاه عقرب الساعة، فيتسع باب المندب. أحمد منصور [مقاطعاً]: الآن تتحرك؟! د. زغلول النجار: الآن تتحرك –طبعاً- باب المندب يتسع بمعدل سنتيمتر إلى ثلاثة سنتيمترات سنوياً، وهذا يُقاس.. أحمد منصور [مقاطعاً]: هذا.. هذا يشكل مخاطر على.. د. زغلول النجار [مقاطعاً]: يشكل مخاطر حقيقية، لأن هذه الحركة تؤدي إلى حدوث عدد من الهزات الأرضية في المنطقة كزلزال (دمار) الذي حدث عام 82 ميلادي، زلزال العقبة الذي حدث عام 83 ميلادي، ثم تجدد سنة 95، و96 ميلادي. أحمد منصور: نعم. د. زغلول النجار: ونلاحظ أن هذه هذا المركز -مركز البحر الأحمر- هو المركز الحقيقي لحدوث الهزات الأرضية في المنطقة العربية. أحمد منصور: أيه.. ما.. هي ما هو القطر الذي يهدده من مخاطر، محيطه؟ د. زغلول النجار: هو –طبعاً- يصل إلى يعني حلب شمالاً في سوريا، وإلى اليمن جنوباً، وإلى مصر غرباً، وإلى جزء من الحجاز شرقاً، ولكن من رحمة الله –سبحانه وتعالى- وعنايته لهذه المنطقة المقدسة ندرك أن الله –تعالى- قد جعل عوامل تُعين على حفظ هذه المنطقة من الهزات الأرضية العنيفة. أحمد منصور: ما هي هذه العوامل؟ د. زغلول النجار: منها أولاً: أن حوض البحر الأحمر قبل أن ينفتح على باب المندب امتلأ بالمتبخرات، كان الماء يتجمع فيه ثم يتبخر، فأدى إلى تكوين كمية هائلة، سُمك هائل من الأملاح المتبخرات زي ملح الطعام، زي الجبس، زي الأنهيداريت، هذه الصخور لها طبيعة مرنة تمتص الهزات الأرضية بسهولة شديدة، وهذا السمك الهائل من المتبخرات يمتص غالبية الاهتزازات التي تنتج عن انفتاح كل من البحر الأحمر، وخليج العقبة، وخليج السويس. أحمد منصور: ما معنى ذلك يا دكتور الآن في ظل هذا التمدد الذي.. د. زغلول النجار [مقاطعاً]: حينما.. حينما يتحرك اللوح العربي في عكس اتجاه عقرب الساعة يُحِّدث اهتزازات، هذه الاهتزازات إذا لم تجد ما يمتصها تؤدي إلى آثار مدمرة على سطحها، السُمك الهائل من المتبخرات له طبيعة مرنة يمتص أغلب هذه الاهتزازات… أحمد منصور [مقاطعاً]: إلى أي مدى يمكن أن يصل، أو تصل قوة هذه الاهتزازات؟ د. زغلول النجار: ممكن أن تصل إلى ستة، سبعة. أحمد منصور: يعني تصل إلى أعلى قوة مدمرة. د. زغلول النجار: طبعاً.. طبعاً تصل إلى قوة.. يعني الاهتزاز الذي يدركه الإنسان يبدأ من قوة تعادل تفجير 180كيلو جرام من مادة (تي إن تي)، ويصل إلى 200 مليون قوة الزلزال الواحد، ويصل إلى 20 ألف مليون طن من مادة (تي إن تي). أحمد منصور:إلى هذه الدرجة.. د. زغول النجار: في الهزة الأرضية الواحدة. أحمد منصور: إلى هذه الدرجة الشديدة!! د. زغلول النجار: إلى هذه الدرجة، يعني يصل إلى 20 مليون طن من مادة (تي إن تي). أحمد منصور: أنا لو.. الآن -حتى يدركنا.. لا يدركنا الوقت- أود أن أنتقل إلى نقطة خطيرة أيضاً مهددة للمنطقة، وهي قضية البراكين. د. زغلول النجار [مقاطعاً]: طيب، قبل أن أتحدث عن البراكين -لو سمحت لي- بس أقول أن من مواد.. أومن أسباب الحماية أيضاً جعلها ربنا -تبارك وتعالى- للمنطقة: أن القشرة الأرضية تحت الحجاز لوحظ أنها أعلى مناطق حرارة أرضية في العالم. أحمد منصور: تحت.. تحت منطقة الحجاز!! د. زغلول النجار: تحت منطقة الحجاز، وأن هذه الحرارة -أيضاً- تحول الصخور إلى طبيعة مرنة تمتص الهزات الأرضية، وهذين العاملين يعملان على امتصاص غالبية الاهتزازات التي تنتشر في المنطقة. أحمد منصور: يعني.. دا يخلينا مطمئنين يعني؟ د. زغلول النجار: لأ.. لا يمكن للإنسان أن يطمئن إلا برحمة الله سبحانه وتعالى. أحمد منصور: نعم. د. زغلول النجار: لأن -كما ذكرت- الكرة الأرضية محاطة بمخاطر لا يكاد العقل البشري أن يتصورها. أحمد منصور: وليس هناك مكان آمن؟ د. زغلول النجار: إلا برحمة الله سبحانه وتعالى. أحمد منصور: لو انتقلت إلى البراكين باعتبارها -أيضاً- من المخاطر الأساسية، ومنطقة الجزيرة العربية منطقة بركانية، يستطيع -حتى الإنسان العادي- من الطائرة أن يشاهد يعني الصخور البركانية، وحتى -أيضاً- بعض المخروطات لبعض البراكين، لماذا تحدث البراكين؟ د. زغلول النجار: تحدث البراكين بنفس الميكانيكية اللي تحدث بها الزلازل ، فالزلازل والبراكين عاملان متواصلان، حينما يحدث تحدث ثورة بركانية تصاحبها هزة أرضية، وحينما تحدث هزة أرضية قد يصاحبها ثورة بركانية، تحدث الثورات البركانية –عادةً- لأن طبقة الضعف الأرضي –نطاق الضعف الأرضي- اللي تحدثنا عنها، والتي تمتد من مائة كيلو متر –تقريباً- إلى سبعمائة كيلو متر في داخل القشرة الأرضية، طبقة يحدث فيها كم هائل من التفاعلات النووية، وحينما تتحلل المواد المشعة فإنها تنتج كماً هائل من الحرارة يؤدي إلى صهر هذه الصخور، وهذا.. هذه الصخور –أيضاً- موجودة تحت ضغوط عالية تحول دون انصهارها، فهي موجودة في حالة من الاتزان، هذا الاتزان إذا اختل لأي سبب من الأسباب، أزالت عوامل التعرية كتلة من الصخور من فوقها، أو ارتفعت الحرارة نتيجة لتفاعل نووي جديد، تنصهر هذه الطبقة يزداد حجمها، فتشق القشرة الأرضية، وتندفع إلى السطح. أحمد منصور: نشاهد بعض الانشقاقات التي أحدثتها البراكين على سطح الأرض والتي تحدث -أيضاً- بشكل دائم ومستمر، اتفضل يا دكتور. د. زغلول النجار: هذه صورة لثورة بركانية، بركان يثور كما نرى، يثور هنا عبر فتحة فوهة تؤدي -في النهاية- إلى تكون مخروط بركاني، كما يمكن لهذا الحمم أن يفور عبر شق.. عبر صدع أرضي، فيؤدي إلى طفوح بركانية على الجانبين، كما هو حاصل في أغلب حرَّات الجزيرة العربية، وطبعاً يندفع الحمم البركاني بكميات كبيرة من الغازات، والأتربة، والرماد، والصخور الملتهبة في درجة حرارة تتعدى الألف درجة مئوية، ويؤدي ذلك إلى كم من المخاطر يعني الشديدة للمنطقة المحيطة بالبركان، وكما أشرت في مطلع الحديث مثل هذه البراكين -يعني الثورة البركانية الواحدة- قد ينتج عنها من الطاقة ما يفوق قنبلتا هيروشيما ونجازاكي. أحمد منصور: وهذا التفجير أيضاً يحدث في البحار أحياناً؟ د. زغلول النجار: يحدث طبعاً. أحمد منصور: في المحيطات يحدث؟ د. زغلول النجار: كل قيعان المحيطات مسجَّرة بالنيران، وكثير من البحار يعني قاع البحر الأحمر، يعني الطين (يجلب) من قاع البحر الأحمر في درجة حرارة ثلاثمائة درجة مئوية.. أحمد منصور [مقاطعاً]: الآن؟! د. زغلول النجار: الآن.. من على عمق ثلاثة آلاف متر في أعماق محور البحر الأحمر، فنرى هذه الحمم يندفع في ألف درجة مئوية أو يزيد، ويتحرك جانبياً ليكوِّن مخروط بركاني، أو إذا يعني كان عبر صدع من الصدوع الأرضية، فهو يؤدي إلى تكون حَّرة، أو هضبة من الصخور البازلتية. أحمد منصور: هل هناك أماكن محددة -دكتور- بالنسبة للبراكين؟ أم أن الكرة الأرضية كلها أيضاً كل مكان يمكن أن ينفجر فيه بركان؟ د. زغلول النجار: لا.. يعني طبعاً نقول: أن صدوع الأرض التي أقسم بها ربنا –تبارك وتعالى- في محكم كتابه قال: (وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ)، هذه الشبكة الهائلة من الصدوع تمتد لمئات الآلاف من الكيلو مترات طولاً وعرضاً لتحيط بالأرض إحاطة كاملة، ويتراوح أعماقها بين 65 كيلومتر، 150 كيلومتر، تخترق الغلاف الصخري للأرض بالكامل، فتصل إلى هذه الطبقة اللبنة، تقبع في الأرض، فتكون مسارات، أو ممرات لخروج هذا الحمم البركاني، إما على هيئة مخاريط بركانية، أو على هيئة طفوح بركانية. أحمد منصور: اسمح لي، آخذ بعض المشاهدين، ونكمل -أيضاً- حوارنا، محمد الحاج حسن من موسكو، أخ محمد من موسكو. محمد الحاج حسن: السلام عليكم. أحمد منصور: عليكم السلام. د. زغلول النجار: عليكم السلام ورحمة الله. محمد الحاج حسن: في البداية التحيات كل التحيات.. أحمد منصور: أرجو أن ترفع الصوت قليلاً يا أخ محمد. محمد الحاج حسن: أرفع الصوت. أحمد منصور: اتفضل يا سيدي. محمد الحاج حسن: السلام عليكم. أحمد منصور: عليكم السلام. د. زغلول النجار: عليكم السلام ورحمة الله. محمد الحاج حسن: تحياتي الحارة إلى قناة (الجزيرة) على البرامج الجيدة وخاصة هذا البرنامج، وأرجو أن تدوم. أحمد منصور: إن شاء الله. محمد الحاج حسن: وأرجو أن يتفضل الدكتور بسعة صدره، وتبسيطه بالإجابة على السؤال التالي. أحمد منصور: اتفضل. محمد الحاج حسن: أن يشرح لنا بعض المصطلحات التي وردت في حديثه مثل: الألواح الأرضية، أو التكوينية، أو بمعنى أدق أن يتفضل بإعادة التبسيط في شرح آلية الزلزال. أحمد منصور: شكراً جزيًلا لك. د. زغلول النجار: بارك الله فيك. أحمد منصور: الأخ علاء سامي من لندن، اتفضل يا أخ علاء. علاء سامي: أيوه، السلام عليكم ورحمة الله. أحمد منصور: عليكم السلام. د. زغلول النجار: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته. علاء سامي: كيف حالك يا أخ أحمد. أحمد منصور: حياك الله يا سيدي. علاء سامي: كيف حالك يا دكتور زغلول؟ د. زغلول النجار: أهلاً وسهلاً يا أخي. علاء سامي: أهلاً بحضرتك، أنا بأتكلم من (جريمسبي) من إنجلترا، حضرتك أشرت وتكرمت بالأخطار اللي تحيط بالأرض من الداخل، هل حضرتك ممكن تُشير إلى الأخطار اللي تحيط بها من الخارج، ودور الأغلفة اللي تحيط الأرض في حمايتنا من هذه الأخطار، وأن تتكرم أن تشير إلى الثقب في .. طبقة الأزون، وماذا يمكن أن يحدث من أخطار للأرض، وجزاكم الله خيراً. أحمد منصور: شكراً جزيًلا، أحمد اليحيى من الرياض. أحمد اليحيى: نعم يا أخي، السلام عليكم. أحمد منصور: عليكم السلام ورحمة الله. أحمد اليحيى: أهلاً وسهلاً دكتور زغلول.
د. زغلول النجار: أهلاً وسهلاً. أحمد اليحيى: وأخي أحمد الله يسلمه. أحمد منصور: حياك الله يا سيدي. أحمد اليحيى: سؤالنا.. يسمعنا الدكتور الآن. د. زغلول النجار: اتفضل. أحمد اليحيى: لاحظ بعض العلماء في مصر، وفي بلدنا هنا -المملكة العربية السعودية- وجود علاقة يعني –(عمارة) ضمنية- بين قوة بعض الزلازل، وكون القمر بدراً، أو اقتران الأرض بكوكب المشترى والزهرة، وكل ذلك -يا فضيلة الدكتور- ثبت بطريق بطرق من طرق الاستدلال، وهو الاستقراء الناقص، مع ما قيل في تفسير قوله تعالى (مِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ)، فهل من شرح وافٍ في هذا الموضوع يا فضيلة الدكتور، وشكراً. د. زغلول النجار: قول الله تعالى أيه؟ أحمد منصور: (مِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ)، دكتور، نبدأ بموضوع الألواح الأرضية بإيجاز، واختصار، حتى لا نعود إلى موضوع الزلازل مرة أخرى. د. زغلول النجار: طيب يا أخي، بارك الله فيك، أنا ذكرت -بإيجاز- أن الأرض من صفاتها الأساسية أنها أرض ذات صدع، وأن هناك شبكة هائلة من الصدوع تمزق الغلاف الصخري للأرض، وتحيط بالكرة إحاطة كاملة، ويشبهها العلماء بخط اللحام على كرة التنس، هذه الشبكة الهائلة من الصدوع تؤدي إلى تمزيق الغلاف الصخري للأرض، إلى عدد من الألواح 12 لوح تقريب.. أحمد منصور [مقاطعاً]: والأرض كلها على 12 لوح؟ د. زغلول النجار: 12 لوح –تقريباً- مع بعض اللويحات الصغيرة، هذه الألواح تطفو فوق طبقة لدنة شبه منصهرة، عالية اللزوجة، عالية الحرارة، فحينما تدور الأرض حول محورها أمام الشمس تؤدي إلى انزلاق هذه الألواح فوق هذه الطبقة اللزجة، هذا الانزلاق يؤدي أحياناً إلى تباعد الألواح عن بعضها البعض بفعل تيارات الحم الصاعدة من أسفل إلى أعلى، وفي المناطق التي تهبط فيها تيارات الحم تؤدي إلى تصادم هذه الألواح مع بعضها البعض، هذا التصادم هو الذي يؤدي إلى حدوث الزلازل. أحمد منصور: أعتقد الآن بهذا التبسيط فُهمت! د. زغلول النجار: كما أن الاتساع يؤدي إلى انبثاق البراكين. أحمد منصور: نعم، أما الأخطار الخارجية سنتناولها ونحن نتكلم عن الأعاصير.. د.زغلول النجار: طيب.. طيب. أحمد منصور: ولكن أيضاً سؤال الأخ أحمد اليحيى من الرياض عن وجود علاقة ما بين الزلازل وما بين أن القمر بدر، أو بين المشتري والزهرة، وغيرها من الظواهر الكونية التي ربما تكون مرتبطة ببعضها. د. زغلول النجار: لا أستطيع أن أقول أن هناك علاقة مباشرة بما يحدث في جوف الأرض مع كون القمر بدراً، أو كونه محاقاً، أو مع ارتباط الأرض بقربها من كوكب آخر، مع الإيمان بأن علاقات التجاذب، أو علاقات الجذب بين هذه الأجرام السماوية تؤثر.. يؤثر بعضها في البعض الآخر، لكن لا نستطيع أن نجزم بأن هناك علاقة بين ثورة البراكين، أو حدوث الزلازل، ويعني كون القمر بدراً، أو كونه محاقاً. أحمد منصور: لو عدنا للبراكين.. وأنت تحدثت عن مئات الآلاف من الكيلو مترات من المناطق البركانية. د. زغلول النجار: نعم. المناطق البركانية في العالم العربي أحمد منصور: ما هي.. هل هناك مناطق بركانية في العالم العربي؟ د. زغلول النجار: نعم. أحمد منصور: أهم هذه المناطق؟ د. زغلول النجار: أهم هذه المناطق حوض البحر الأحمر مرة أخرى لأن عبر الصدوع.. أحمد منصور [مقاطعاً]: من الجانبين؟ د. زغلول النجار: من الجانبين طبعاً.. أحمد منصور [مقاطعاً]: يعني من مصر والسودان. د. زغلول النجار: من عدن و(إريتريا) جنوباً إلى الهضبة السورية شمالاً، كل هذه منطقة ثوران بركاني.. أحمد منصور [مقاطعاً]: كلها خامدة الآن.. البراكين؟ د. زغلول النجار: ليست خامدة، يعني كلمة خامدة يعني أنها قد لا تثور، ولكنها نقاط ضعف في القشرة الأرضية، قد تثور في أي لحظة من اللحظات. أحمد منصور: آخر البراكين التي ثارت متى في هذه المنطقة؟ د. زغلول النجار: آخر البراكين التي ثارت –طبعاً- من أكثر من سبعمائة سنة، وليست هذه مدة طويلة، يعني أنا عندي هنا تسجيل لبعض البراكين الحديثة.. القديمة في المنطقة. أحمد منصور: هذه حتى أصوات طبيعية لثورة البراكين! د. زغلول النجار: نعم.. نعم.. يصاحب خروج الحمم كميات هائلة من الغازات والأبخرة فتؤدي إلى هذه الأصوات المذهلة للغاية. أحمد منصور: في المملكة العربية السعودية. د. زغلول النجار: نعم. أحمد منصور: كان هذا أقرب.. أقرب بركان؟! د. زغلول النجار: نعم، يعني منذ حوالي سبعمائة سنة، تقريباً في القرن الثالث عشر الميلادي حدث ثورة بركانية، كما حدثت في سنة 21 هجرية –أيضاً- ثورة بركانية، ومعروف أن حوض البحر الأحمر مليء بالطفوح البركانية، يعني المملكة العربية السعودية وحدها فيها 12 حقل من حقول الحمم البركاني تغطي مساحة تزيد عن ثمانين ألف كيلومتر مربع، وأن حرة.. حرة رهط في جنوب المدينة المنورة، فيها سبعمائة مخروط بركاني! سبعمائة فوهة بركانية. أحمد منصور: سبعمائة فوهة؟! د. زغلول النجار: نعم.. وحرة خيبر في شمال المدينة المنورة، وحرة (اثنين) فيهما 400 فوهة بركان!! أحمد منصور: ما.. ما مدى المخاطر التي تشكلها هذه الفوهات البركانية للسكان في السعودية على وجه الخصوص؟ د. زغلول النجار: بدون شك.. كان يجب أن يراعى ذلك، وأعتقد أن هناك دراسات جيدة لمراعاة هذا الأمر، لأن هذه الفوهات تعتبر حديثة بالنسبة لعمر الأرض، وقد تفور في أي لحظة من اللحظات، وهناك رصد دقيق يعني لارتفاع درجة حرارة هذه المخاريط، أو مراقبة تدفق أي قدر من الغازات منها -خاصة- تعلم أن هناك خط للنفط وللغاز الطبيعي يمتد من شرق المملكة.. أحمد منصور [مقاطعاً]: هذا يؤثر على البراكين؟! على إثارتها؟ د. زغلول النجار: هو يمر.. طبعاً لأ.. لا يؤثر، هو يتأثر بها.. يعني هذا الخط يمر وسط –حينما يقترب من ينبع- يمر وسط عدد كبير من فوهات هذه البراكين، وينبع –الآن- منطقة ينبع الصناعية منطقة مليئة بالمصانع.. مصانع (البتروكيماويات)، وأغلبها مواد قابلة للاشتعال، فلابد من رصد هذه الفوهات رصداً دقيقاً للغاية، لأن لو –لا قدر الله- تفجر أحد هذه البراكين قد يشعل المنطقة بالكامل، ونعلم أن أحاديث الرسول –صلى الله عليه وسلم- تنبأت بشيء من ذلك، يعني يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تنير أعناق الإبل في بصرى"، وبصرى مدينة في جنوب الشام، فيعني متوقع تماماً أن يحدث شيء من هذه الثورات البركانية قبل قيام الساعة التي لا يعلمها إلا الله –سبحانه وتعالى- وأن هذه الثورات قد تؤدي يعني إلى.. أحمد منصور [مقاطعاً]: دكتور من المفترض أن أقرب المدن، أو القرى التي تكون من فوهات هذه البراكين تكون على بعد كم للوقاية من مخاطرها إذا انفجرت في أي لحظة؟ د. زغلول النجار: طبعاً هو البركان حينما يثور يمكن أن تغطي نواتجه مساحة تبلغ عدة آلاف من الكيلو مترات. أحمد منصور: إلى هذه الدرجة؟! د. زغلول النجار: طبعاً.. آلاف من الكيلومترات. أحمد منصور: يعني ليس هناك -أيضاً- أي شكل من أشكال الأمن نستطيع أن نقوله، يمكن أن يعيشه الناس؟ د. زغلول النجار: إطلاقاً.. إطلاقاً، يعني أذكر أن من أعنف البراكين ثورة في تاريخ البشرية بركان كان في جزيرة في (إندونيسيا) اسمها (كراكاتوا)، ثار هذا البركان فانفجر المخروط البركاني، حينما يعني يبلغ شدة الثورة عنفها ممكن أن تنسف المخروط البركاني بأكمله –كما حدث في بركان (سانت هيلين) الذي أشرت إليه في مقدمة الحديث- وحينما انفجر البركان أدى إلى يعني صوت الانفجار سُمع في (لوس أنجلوس).. من إندونيسيا إلى لوس أنجلوس، وأن الرماد البركاني غطى منطقة تزيد عن مليون كيلو متر مربع حول البركان، وبسُمك يزيد عن مرتين إلى ثلاثة أمتار من الرماد البركاني، وأن أظلمت الدنيا، وارتفع الرماد البركاني إلى ارتفاع يزيد عن ثلاثين كيلو متر في السماء، ويحكي العلماء عن سنة بلا صيف، يعني أدى ذلك إلى انخفاض درجة الحرارة. أحمد منصور: سنة كام وقع هذا؟ د. زغلول النجار: في نهاية القرن الماضي.. 1883. أحمد منصور: يعني.. في وقت قريب!! د. زغلول النجار: في وقت قريب.. نعم، فكل هذه الفوهات عبارة عن نقاط ضعف في الأرض يتم.. يتم تحتها تفاعلات نووية شديدة تؤدي إلى رفع درجة الحرارة، وإذا ارتفعت درجة الحرارة ينفجر البركان، ويثور من جديد. أحمد منصور: اسمح لي آخذ بعض المدخلات، جمعه العلوي من سلطنة عمان. جمعه العلوي: السلام عليكم. أحمد منصور: عليكم السلام ورحمة الله. د. زغلول النجار: وعليكم السلام ورحمة الله. جمعه العلوي: أنا بس لي مداخلة بسيطة جداً، جمعة العلوي، جمعة العلوي. أحمد منصور: أهلاً يا أخ جمعة، اتفضل. جمعة العلوي: اسمي جمعه العلوي.. وليس جمعه العلوي. أحمد منصور: الأخ جمعة، اتفضل يا سيدي. جمعة العلوي: نعم، مداخلتي بسيطة جداً. أحمد منصور: اتفضل. جمعة العلوي: بالنسبة للدكتور علي النجار. أحمد منصور: د. زغلول، اتفضل. جمعة العلوي: نعم، زغلول النجار نعم، الذي يجب علينا أن نؤمن به إيماناً تاماً، وهو يقين وغيبيات على أن الموكل بالخسف والتدمير هو سيدنا جبريل -عليه السلام- فكلما ازداد ظلم البشر، وانتشر فساد البشر على وجه هذه البسيطة كلما غضب الله -سبحانه وتعالى- على.. على هذه الأرض ودمر، والله -سبحانه وتعالى- بين هذا في القرآن العظيم: (وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا)، وفي قراءة أخطر من هذه القراءة: (مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا القَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً)، فالله ما قال: فدمرناهم -فقط- ليس المفسدين، وإنما الصالح والطالح، فأنا من وجهة نظري يجب أن -أيضاً- كما أننا نأخذ يقين المشاهدات، أيضاً في مثل هذا البرنامج الطيب (بلا حدود) أيضاً يجب أن نأخذ يقين الغيبيات.. أحمد منصور [مقاطعاً]: نحن كنا سنذكر.. يعني أنت.. أنت ربما تعجلت قليلاً، ولكن نحن لم ننتهِ من حديثنا بعد، وهذه من المحاور الأساسية التي سنتطرق لها، وأشكرك على هذه المداخلة. دكتور مازن عبد الوهاب من أبو ظبي، اتفضل يا دكتور. د. مازن عبد الوهاب: السلام عليكم. أحمد منصور: عليكم السلام ورحمة الله. د. مازن عبد الوهاب: الحقيقة عندي سؤال بسيط للدكتور زغلول. أحمد منصور: اتفضل. فوائد الزلازل والبراكين والبعد الإيماني لها د. مازن عبد الوهاب: تكلمتم عن أضرار الزلازل، وأسبابها، السؤال: هل للزلازل والبراكين أي فوائد بالنسبة للبيئة، والكرة الأرضية؟ أحمد منصور: شكراً. د. مازن عبد الوهاب: ولو سمحتوا لي بإشارة بسيطة إذا كان يتسع الوقت؟ أحمد منصور: اتفضل. د. مازن عبد الوهاب: أشار الدكتور إلى أن مصدر الحديد هو من خارج المجموعة الشمسية، وفي هذا دليل على إعجاز القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى إنه: (أَنزَلْنَا الحَدِيدَ)، جزاكم الله خير. أحمد منصور: شكراً جزيًلا يا دكتور، سؤال مهم جداً. د. زغلول النجار: نعم يا أخي، أبدأ بسؤال الدكتور مازن، الحقيقة.. هل للزلازل والبراكين أية فوائد؟ نعم. أحمد منصور: ما هي هذه الفوائد؟ د. زغلول النجار: يعني أولاً: سطح الأرض تأكله عوامل التعرية، تبريه عوامل التعرية بمعدل ثلاثة من مائة من المتر كل سنة، والزلازل والبراكين مع أضرارها البالغة هي وسيلة من وسائل إعادة بناء سطح الأرض من جديد، فالبراكين تثري سطح الأرض بالخامات وبالمعادن، وتثري تربة الأرض بما يحتاجه النبات من غذاء، وتؤدي إلى رفع سطح الأرض لمقاومة عملية التعرية، فليست كلها أضرار، ولكن لها فوائد كبيرة.. أحمد منصور [مقاطعاً]: ولكن ربما أضرارها أكثر من فوائدها، أم هناك تعادل في هذا؟ د. زغلول النجار: بدون شك، هو فيه.. فيه دا تعادل ضروري، لأن –طبعاً- لولا هذه الهزات الأرضية اللي تحدث وتدمر، بالرغم من دمارها وقتلها للناس لانفجرت الأرض كقنبلة نووية هائلة! فهي نوع من أنواع تنفيس الطاقة الزائدة في داخل القشرة الأرضية، وما دون القشرة الأرضية. أحمد منصور: يعني نستطيع أن نقول أن ضحايا الزلازل والبراكين من البشر هم أيضاً للحفاظ على باقي النوع البشري الإنساني.. د. زغلول النجار [مقاطعاً]: لكن كما تفضل أحد الأخوة -حقيقة- وتكلم عن خطايا الناس، وهو ما سنتحدث عنه، يعني أنا أؤمن إيماناً جازماً بأن كل هذه القوى التي نراها في الأرض، ونراها في الكون من حولنا هي من جند الله التي يسخرها ربنا -تبارك وتعالى- عقاباً للمذنبين، وابتلاءً للصالحين، وإنذاراً للناجين، وإذا لم نأخذها بهذا المعيار لن نستفد أبداً من هذه.. أحمد منصور [مقاطعاً]: دكتور.. مع التأكيد على هذا أيضاً -البعد الإيماني في المسألة- باعتبار إن يعني مَنْ يستمعون، ويشاهدون القضية الإيمانية عندهم قضية يعني أساسية، يعني هل يقف عذاب الله -سبحانه وتعالى- إلى هؤلاء فقط الذين تضربهم الزلازل والأعاصير، وفي الوقت الذي يوجد آخرون يقومون بذنوب ربما أضعاف أضعاف التي يقوم بها هؤلاء؟ د. زغلول النجار: نعم.. نعم، هو لابد لنا أن نؤمن.. طبعاً لما كنت أود أن أنتقل إلى قضية البعد الإيماني للزلازل والبراكين.. أحمد منصور [مقاطعاً]: لكن أنت طالما تطرقت لها. د. زغلول النجار: نعم.. أقول أن حقيقة لا بد لنا أن ندرك، وأن نؤمن بأن الله -تعالى- هو أحكم الحاكمين، وأعدل العادلين، وحينما يُنزل كارثة لمنطقة من المناطق لا بد أن لهذا لحكمة وعيناها أو لم نعها، وقد سُئل الرسول -صلى الله عليه وسلم- من أحد الصحابة، أو من بعض الصحابة أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم، ثم يبعث الناس على نواياهم. أحمد منصور: يعني في تركيا خطباء المساجد طلعوا إلى.. إلى المنابر، وقالوا أن هذا من غضب الله -سبحانه وتعالى- على الأتراك، وما يقومون به من ذنوب. د. زغلول النجار: بدون شك.. بدون شك. أحمد منصور: متفق معاهم؟ د. زغلول النجار: تماماً.. تماماً. أحمد منصور: مع إن أكثر المتضررين هم بسطاء وفقراء الناس. د. زغلول النجار: معلش بس أيضاً تضرر من هذا عتاة الناس، فقد دُمرت إحدى القواعد البحرية بقيادات عسكرية كبيرة، وكان يجتمع معهم بعض القيادات من دولة الصهاينة المحتلة لأرض فلسطين، ودكت بهم القاعدة بالكامل إلى ثلاثين متر تحت قاع البحر، أليست هذه آية من آيات الله سبحانه وتعالى؟ أليست عبرة لمن لا يعتبر؟ وحينما قال الإسلاميون في تركيا أن هذا عقاب من الله، طلع قائد الجيش التركي يقول: سأحارب الإسلاميين مائة سنة، كأنه ضمن لحياته، أو لنفسه أن يعيش مائة سنة. أحمد منصور: يعني.. يعني حتى نبقى في إطار البعد الإيماني الذي يجب أن تفسر به مثل هذه الأحداث، أو التي يجب أن ننظر به أو إلى أي مدى، وإلى أي معيار ننظر به إلى هذه الأحداث حينما نصاب بها نحن على وجه الخصوص؟ د. زغلول النجار: طيب..أنا قبل أن أجيب على هذا، الحقيقة، بودي أن أتم تساؤل أخونا الدكتور مازن عبد الوهاب من أبو ظبي، الذي سأل عن مصدر الحديد، لأن هذه قضية مهمة جداً، أنا ذكرت أن العلماء حاولوا أن يرصدوا التركيب الكيميائي للجزء المدرك من الكون، فلاحظوا أن غاز الأيدروجين يشكل أكثر من 74% من مادة الكون المنظور، يليه في الكثرة غاز (الهليوم)، ولاحظوا أن النجوم هي عبارة عن أفران تتخلق فيها –بإرادة الله سبحانه وبقدرته- العناصر المختلفة من تفاعل ذرات الأيدروجين مع بعضها البعض في عملية تسمى (عملية الاندماج النووي) وأن هذه العملية في الشمس لا تتعدى صناعة الألومنيوم. وفي نفس الوقت نلاحظ أن الأرض أكثر من ثلث كتلتها حديد، الحديد يكوِّن أكثر من 35% من مادة الأرض، وأن الحديد هو ثاني أكثر العناصر انتشاراً في الأرض، فبرز التساؤل من أين جاء الحديد؟ حينما نظر العلماء إلى مسافات أبعد من الشمس، لاحظوا هذه النجوم شديدة الحرارة التي يسموها بالمستعرات، ولاحظوا أن عملية الاندماج النووي تستمر في هذه المستعرات حتى تنتج الحديد، فإذا وصلت نسبة الحديد في قلب النجم المستعر إلى 50% لا يتحمل أكثر من ذلك، فينفجر النجم، وتتناثر هذه الأشلاء –بقدرة الله- في صفحة الكون، وتدخل –بقدر الله- في مجال جاذبية أجرام تحتاج إلى هذا الحديد، ومنها الأرض، فبدأت.. أحمد منصور [مقاطعاً]: هذه عملية التكوين الأولى للأرض؟! د. زغلول النجار: الأولى نعم عملية الخلق الأولى، فبدأت الأرض ككومة من الرماد ليس فيها شيء أثقل من الألومنيوم، ثم رجمت بهذا الحديد فاستقر الحديد في لُب الأرض، وصهر هذه الكومة إلى سبع أراضين، وثبت لنا بأدلة علمية –لا تقبل الرد- أن كل الحديد في مجموعتنا الشمسية –ليس في أرضنا وحدها-، قد أرسل إلينا من الفضاء الخارجي، ولذلك يقول رب العالمين، ممتناً علينا في سورة الحديد: (أَنزَلْنَا الحَدِيدَ)، وثبت أنه إنزال حقيقي ليس إنزالاً مجازياً كما كان يتخيل بعض العلماء في القديم، ثم يؤكد العلماء ذلك بالقول أن الطاقة اللازمة لتخليق ذرة واحدة من الحديد تفوق مجموع الطاقة في مجموعتنا الشمسية أربع مرات. أحمد منصور: نأخذ محمد عبد الله من السعودية، سنعود إلى الجانب الإيماني بشكل موسع. د. زغلول النجار: إن شاء الله. أحمد منصور: محمد عبد الله، اتفضل. محمد عبد السلام: السلام عليكم ورحمة الله. أحمد منصور: عليكم السلام ورحمة الله. د. زغلول النجار: عليكم اللام ورحمة الله. محمد عبد السلام: هل يمكن للإنسان إثارة زلازل؟ وهل هناك صحة لما يسمى بأسلحة إثارة الزلازل أو (Earthquake….WEAPONS)؟ السلام عليكم. أحمد منصور: عليكم السلام ورحمة الله.. سؤال مهم، هل يمكن إثارة الزلازل هل هناك قوة ممكن من خلالها إثارة الزلازل؟ د. زغلول النجار: نعم.. نعم.. طبعاً هو فاتنا أن نتحدث عن أنواع الزلازل ، فهناك زلازل تحدث نتيجة لتحرك ألواح الأرض –كما أشرت-، وهناك زلازل تحدث مصاحبة لثورة البراكين، وهناك زلازل قد تحدث نتيجة ارتطام جرم كوني بالأرض، زي النيازك إذا كان حجمها كبير، وهناك نيازك صناعية يصنعها الإنسان لدراسة داخل الأرض، يعني إما أن يفجر كمية من المواد المتفجرة ?(تي إن تي)، ويستقبل انعكاس ذلك، أو يطرق الأرض بمطارق ثقيلة، ويستقبل انعكاس ذلك، فممكن لبعض التفجيرات النووية أن تُحدث هزات أرضية يستشعرها الإنسان، وتستشعرها الآلات الراصدة أيضاً. أحمد منصور: خميس مديني من سويسرا، اتفضل. خميس مديني: السلام عليكم ورحمة الله. أحمد منصور: عليكم السلام ورحمة الله. د. زغلول النجار: عليكم السلام ورحمة الله. خميس مديني: تحية للدكتور زغلول النجار. د. زغلول النجار: بارك الله فيك يا أخي. خميس مديني: أخي أحمد، لي ملحوظة ذكرتها أنت الآن أن في تركيا الأئمة طلعوا على المنابر، ويقولون أن هذا من غضب الله -سبحانه وتعالى- وأعلم جيداً أنك تعلم حقيقة القرآن، لكن بعض الملاحظات للمشاهدين حتى.. هناك أولاً حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- للسيدة عائشة -رضي الله عنها- عندما يقول: يكون -فيما معنى الحديث- قوم ببيداء من الأرض فتُخسف بهم الأرض، قالت: أو يخسف بهم الأرض وهم على شاكلتهم، قال: يخسف بهم على شاكلتهم، ويبعثون على نياتهم.. د. زغلول النجار: نياتهم، نعم. خميس مديني: هذا ثانياً: أن في القرآن الكريم ذكر العديد من أن الله -سبحانه وتعالى- يُرسل االقُمَّل، والضفادع، والزلازل آيات مفصلات، هذا ليس غريب على المولى -سبحانه وتعالى- وأنا استمتعت كثيراً بما يقوله الدكتور زغلول.. خاصة في زيارته التي التقيت بها أخيراً. ولكن أريد لي سؤال، ما رأي الدكتور زغلول في شيئين، الشيء الأول: أننا نحن نقول: أن هذا عصر العلم، ولا بد لنا من أن نتبع العلم، والحقيقة أن يوماً بعد يوم العلم يثبت أن لا سبيل للبشرية للنجاة إلا باتباعه طريق المولى -سبحانه وتعالى- وخاصة المثل البارع الذي لا أذكر هل الدكتور زغلول ذكره الآن أو لا، الدكتور أخونا (خان) في أميركا لما كُلِّف ببحث هذه المنطقة الميتة في الدماغ، وذكرها الدكتور زغلول النجار، واكتشفوا -إلى حد الآن- أن جزء من القرآن مكتوب في.. د. زغلول النجار [مقاطعاً]: في الدماغ. خميس مدني: في الجينات البشرية هي بذاتها، فما رأي الدكتور زغلول النجار في إهمالنا إلى هذا القدر الذي أعطاه الله -سبحانه وتعالى- لنا من البينات العلمية، وخاصة أن أكبر معجزة أعطاها المولى -سبحانه وتعالى- للرسول -صلى الله عليه وسلم- هو القرآن، وليس الأشياء الأخرى عندما فشلنا فيها. والاتجاه الثاني: بعض العلماء الذين ينحون الآن إلى استعمال المفهوم العلمي، والبيِّنات العلمية في القرآن على ربطنا بعربة الغرب، والتضليل بأن هذا لا بد أن نتبع ذلك، فما رأي الدكتور زغلول النجار؟ والسلام عليكم. د. زغلول النجار: وعليكم السلام. أحمد منصور: شكراً، الأخ رامي محمد إسماعيل من أبو ظبي، اتفضل يا أخ رامي. رامي محمد إسماعيل: السلام عليكم، أستاذنا الفاضل. د. زغلول النجار: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته. رامي محمد إسماعيل: السؤال لحضرتك، فيه بعض الدول بتقوم بإنشاء سدود على مجاري الأنهار، زي -مثلاً- عندنا في مصر بحيرة ناصر مما يؤدي إلى تجمع كميات هائلة من المياه يعني بتصل إلى ملايين الأطنان من المياه، هل ذلك يؤدى إلى عدم التوازن في القشرة الأرضية مما يؤدي إلى حدوث زلازل، أو هزات أرضية؟ وشكراً. أحمد منصور: شكراً، اتفضل يا دكتور. د. زغلول النجار: طبعاً يا أخي، أنا أبدأ بالأخ خميس مديني من سويسرا، وأشكره على ملاحظاته، وبدي أقول البرنامج ليس برنامجاً عن الإعجاز العلمي في القرآن



ليست هناك تعليقات: